أصدق الولاء وأكذبه
يقول أمين معلوف في كتابه سمرقند: ما أسهل التظاهر بالولاء، فليس أصدق منه في الأفواه الكاذبة.
الموالاة نوعان: نوع صادق ونوع كاذب، فالأول الصادق هو من احسن الموالاة لأنه يعبر عن الحقيقة سواء كانت مرة أو حلوة، أما الثاني فيعبر دائما عما يفرح الموالى اليه من دون مراعاة للحقيقة، بحيث يخفي الاشياء السلبية ويبالغ في الأشياء التي تسر سيده دون مراعاة للحقيقة ومخاطر إخفائها.
لذلك فما اكثر تلك الأفواه المدمرة للمجتمع هذه الأيام ولا تبالي بمصلحة البلد بل تتمادى في تمثيلها للولاء الكاذب، وهذه الأنواع من البشر وما أكثرها محتكرة الساحة ومقبولة للسادة في المجتمع. اما الولاء الصادق وهو الذي يقول الحقيقة في كل الاوقات سواء كانت سلبية او ايجابية للاستفادة ودعم الاشياء الايجابية ومحاولة فهم واصلاح الاشياء السلبية فهو مبعد، لأنه يقول الحقيقة.
ان الولاء الكاذب هو من أخطر الأمور لأصحاب القرار الذي يؤدي الى تفشي المصالح الشخصية على مصالح الوطن وبداية الانحراف في القرارات غير المفيدة للبلد، انها مشكلة عظيمة يجب على النخبة وأصحاب القرار التفكير الجدي فيها والبدء في وضع أسس جديدة للفرز بين الموالاة الصادقة والموالاة الكاذبة لأهميتها في صنع الحقيقة وانعكاسها على المصالح العليا لهم ولاستدامة الدولة المدنية الحقيقية.
ان أصحاب القرار قد جربوا الموالاة الكاذبة ورأوا ما جلبت عليهم وعلى البلد من سلبيات لا تحصى في كل الأمور.
أما آن لأصحاب القرار ان يجربوا الولاء الصادق والذي ينعكس عليهم وعلى البلد بكثير من الامور الطيبة والحقيقية لما فيه خير هذا البلد الطيب؟!
والله المستعان.