أهمية دور الناخب في الانتخابات المقبلة

البرلمان هيئة تمثل السلطة التشريعية في الدولة الدستورية، حيث يكون في الأصل مختصاً بجميع ممارسات السلطة التشريعية وفقاً لمبدأ فصل السلطات، ويكون للبرلمان السلطة الكاملة بإصدار التشريعات والقوانين أو الغائها أو التصديق على الاتفاقيات الدولية التي يبرمها ممثلو السلطة التنفيذية ومتابعة أداء السلطة القضائية في سن قوانين جديدة أو تعديل بعض القوانين التي تساعد القضاة في أداء دورهم بكل وضوح لتحقيق العدالة في المجتمع. ويلعب البرلمان دوراً رئيسياً في الرقابة على الاجهزه التنفيذية في الدولة وهو يتولى عدة مهام تمثل في مجموعها عصب التوجهات السياسية للدولة وهو المسؤول عن التصديق على القوانين واجازتها من خلال الاقتراع أو التصويت عليها بالقبول أو الرفض، وله صلاحيات واسعة فيما يخص التصويت على القوانين والتشريعات والتنظيمات التي تمثل الاطار العام للأهداف الأساسية لكل انشطة الدولة في شتى المجالات، كما له دور أساسي في الرقابة التي تتمثل في محاسبة ومراجعة المسؤولين التنفيذيين مهما كانت مناصبهم وتقديم النقد للجهات التنفيذية بالدولة من خلال الاسئلة البرلمانية او اداة الاستجواب من اجل تصحيح المسار الديموقراطي. ومن هنا يتبين مما سبق الأهمية الكبرى والدور الفعال والصلاحيات الواسعة الممنوحة للبرلمان والذي يتشكل في الأصل من نواب تم اختيارهم من الناخبين الذين يتحملون مسؤولية اختيار مرشحيهم لتولي تلك المهام التشريعية والرقابية على  السلطة التنفيذية. لذلك ربما تكون النقطة الأهم هي معايير اختيار نائب البرلمان وسبل تقييمه في أدائه وهي مهمة كبيرة يجب أن يدركها الناخب من خلال فهمه للدور المحوري الذي يقوم به النائب داخل البرلمان ومدى تأثيره في مسيرة العمل العام على الصعيدين الداخلي والخارجي. ان التقييم الجاد للمرشح يكون في المقام الأول من خلال القراءة المتأنية لبرنامجه الانتخابي، ومدى امكانية تطبيقه في ظل الظروف الراهنة وبالنظر الى العائد الذي سيعود على البلد، لذلك لا يتوقف دور الناخب على الإدلاء بصوته والخروج من اللجنة الانتخابية بل يتعدى دوره الى متابعة أداء هذا النائب الذي اختاره داخل قبة البرلمان، وتقييم اداء هذا النائب بأعماله قياساً على أدائه وعلى برنامجه الانتخابي الذي طرحه قبل انتخابه ومدى التزامه به وتحقيقه، لذلك يجب على الناخب متابعة النائب الذي انتخبه والاصرار على الالتقاء به في فترات زمنية محددة ومناقشته في أدائه وطرح عليه ما لديه من أفكار ومقترحات قد تسهم جدياً في الارتقاء بأدائه البرلماني ويجب أن تعلم أن النائب الذي اخترته محتاج دائماً الى صوتك في المرة المقبلة. وأخيراً لا تتردد في أن تمارس دورك الفعال والايجابي مع نائب البرلمان في دائرتك، وحتى ان لم تكن قد أعطيته صوتك مسبقاً، لان مآل الأمور في النهاية تحكمه المصلحة لأبناء الدائرة والوطن، وحتماً ستعود الايجابيات لك ولوطنك من خلال الارتقاء بالخدمات العامة. من صحة وتعليم وتحقيق التنمية الشاملة للبلد، ان دور الناخب مهم وضروري لتحقيق آمال وأمنيات هذا البلد الطيب… والله المستعان.

Previous Post
الأمل في اتخاذ القرارات الصعبة
Next Post
لماذا لايقوم المجلس الأعلى للتخطيط بدوره؟
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300