إلى متى مؤسساتنا وهيئاتنا لا تخدم البلد؟
يقاس تقدم الدول وتأخرها بمدى فاعلية مجالسها ومؤسساتها وهيئاتها العامة في تحقيق اهدافها المطلوبة وخلق مستقبل افضل لبلدها فماذا لدينا نحن في الكويت… ؟نحن نملك من تلك المجالس والهيئات والمؤسسات العدد الذي لا يحصى، وتمثل جميع القطاعات المختلفة في الدولة من اسكانية وقانونية وتخطيطية ومالية ورقابية واجتماعية وصناعية وتجارية، وتكلفتها عالية على الدولة وهي من المؤشرات المباشرة على تأخرنا فماذا عملت كل تلك الجهات للدولة؟.
إن المراقب للعمل العام في الدولة يرى ان تلك الجهات الكثيرة والمكلفة مثل المجلس الاعلى للتخطيط والمجلس الاعلى للبترول ومجلس الامة ومجلس الوزراء وديوان المحاسبة وهيئة النزاهة والفتوى والتشريع وديوان الخدمة المدنية وهيئة الاسكان والتقدم العلمي ومعهد الابحاث وهيئة الزراعة وهيئة البيئة وهيئة الاستثمار وهيئة سوق المال وجمعيات النفع العام والمستثمر الاجنبي واللجان الحكومية ولجان مجلس الامة وهيئة الرياضة والمجلس البلدي وبنك التسليف والبنك المركزي وجميع وزارات الدولة. ومع كل هذا العدد الضخم من هذه الجهات المختلفة التخصصات والمكلفة ماديا للدولة والتي لم نستطع ان نحصي الباقي منها فماذا عملت للبلد؟
إن القياس هو مستوى وضع الكويت الحالي مع باقي الدول الاخرى خصوصا دول الخليج القريبة منا فنحن في وضع لا يحسد عليه من حيث ان جميع الامكانات المادية والبشرية المتوافرة وبكثرة الا ان فشل هذه المؤسسات والهيئات والمجالس في العمل على وضع البلد في الطريق الصحيح, لعجزها عن تحقيق امنيات الوطن والمواطن وهذا يرجع إلى تراخي الدولة لها.ومحاسبتها، مما عمل إلى عدم جدية هذه الجهات في اصلاح اوضاعها مما سبب عدم اختيار الاشخاص المناسبين لقيادتها وتنفيذ اساس عمل انشائها مماخلق كثيراً من التسيب والمجاملات في تعاملاتها مع اصحاب المصالح الشخصيه والذين هدفهم خلق الفوضى المنظمة لخدمة مصالحها الشخصية الضيقة وليس مصالح البلد،والعمل على عدم تغيير الواقع للاحسن.
لذلك فالمراقب للحالة الكويتية سهل عليه ان يحصي الجهات الايجابية القليلة الفاعلة والمثيرة في عملها الجيد مثل لجنة الازالات والتي عندما اتخذ القرار الجدي في تطبيق القانون على الجميع الكل انصاع لها قسرا او طوعا فلماذا لا نأخذ نفس القرار لباقي الامور في البلد. ان الدولة اذا ما ارادت ان تقرر الجدية في عملها بعدالة في تطبيق القانون وفرض الاصلاح المطلوب لصالح مستقبل الوطن والمواطنين فهي قادرة على ذلك وتلقى التأييد الكامل من المواطنين المتعطشين في ذلك العمل الجاد والمفيد لهم ولبلدهم انها امنية لكل المواطنيين في اليوم الذي نرى حكومتنا الرشيدة تغير سياستها السلبية إلى سياسة ايجابية جديدة تنقذ البلد من وضعه المنهك السلبي الحالي إلى فرض الحالة الجادة على جميع مؤسساتها وهيئاتها والتي سوف تنصاع لها وتصلح من اوضاعها السلبية إلى الوضع الجديد الايجابي .ان الدولة امامها فرصة تاريخية لاصلاح الوضع وهي قادرة على ذلك ولا احد يقف في طريقها بل تلقى كل الدعم من الخيرين في هذا البلد ..اما اذا الدولة استمرت في طريقها السلبي في التعاون مع المتنفذين اصحاب المصالح الضيقة ..فان ذلك سوف يزيد الاحباط بين المواطنين وتزيد المشاكل بكل انواعها السلبية غير المنتجة للبلد .ما يضع مستقبل البلد في الطريق المجهول المخيف غير المستقر وغير الهادف لاي عمل منتج يخدم الوطن والمواطنين..
إن الدولة عليها مسؤوليه عظيمة لأخذ الطريق الصحيح للمستقبل وهو معروف وطبق في كثير من الدول ولا يراد له اختراع العجلة.. ان التاريخ لايرحم في حاله ضياع الفرصة من الدولة في اصلاح الوضع السلبي وخلق الوضع الايجابي المطلوب والمحق من اجل هذا البلد المسكين الطيب..
والله المستعان..