إلى متى نتمنى؟

تمر الكويت في منعطف تاريخي مهم وحازم في سعيها لمواكبة التطورات العالمية في الدول المحيطة من الناحية الاقتصادية والتكنولوجية وخاصة ان الكويت بيدها جميع الامكانات التي تؤهلها لأن تكون بلدا متطورا وجاذبا للاستثمارات الاجنبية ومركزا ماليا وتجاريا وحيويا في المنطقة فماذا ينقصنا لنبدأ ذلك؟ ان الجواب عن ذلك فيه من الصعوبة غير المفهومة ما يجعل المواطن يحلم بكثير من الأمور التي يتمناها ويتخيلها كثيرا في منامه على الشكل التالي: يتمنى ان يكون للكويت وضوح وتحديد للمنهج الاقتصادي والاجتماعي الاسكاني وهل نحن بلد رأسمالي أم اشتراكي ام خليط بين الاثنين؟ يتمنى المواطن ان تكون للكويت حكومة تكنوقراط ومجلس أمة مكون من متخصصين متعاونين على وضع الخطط والبرامج التي توصل البلد الى غايات وتمنيات المواطن لما فيه رفعة هذا الوطن وتحدي العالم بما عندنا من تقدم وعلم وثقافة. يتمنى المواطن ان يكون عندنا قطاع خاص مبادر ومحارب من أجل تطوير وتنمية البلد وان يفضل مصالح وعزة وتقدم البلد على مصالحه الضيقة وان يكون مبادراً في تقديم المشاريع الاقتصادية والقانونية التي تضيف للبلد مجالاً وسمعة امام العالم. يتمنى المواطن ان تكون عندنا وزارة اقتصاد وطني لها الصلاحيات المستمرة تجمع البيانات الاقتصادية في البلد تعمل على تحليلها وتكون هذه الجهة المسؤولة محلياً وعالمياً عن توفير الارقام الاقتصادية لاصحاب القرار في الجهات الحكومية او القطاع الخاص وتضع الخطط الاقتصادية وتتابع تنفيذها وتضع الخطط او البدائل الاقتصادية لاقتصاد الكويت بلا نفط. يتمنى المواطن ان يعطى التعليم العناية القصوى بحيث تكون مخرجاته تلبي احتياجات الكويت في المستقبل عن طريق فرض السياسات والقرارات الصعبة والمهمة لتحقيق ذلك ولا تكون هناك أي مجاملات أو تهاون على حساب مستقبل الأجيال القادمة.
يتمنى المواطن ان تكون وزارة التجارة قادرة على نفض الماضي ومسك زمام الأمور في تحويل اقتصاد البلد من اقتصاد اشتراكي الى رأسمالي حقيقي منفتح على العالم وتجعل من الكويت مركزا ماليا وتجاريا في المنطقة عن طريق دعم القطاع الخاص الحقيقي ذي الرؤية الواضحة والمبادئ المعلنة ليقود ذلك التوجه وتجهيز البلد لتلحق بالركب العالمي عن طريق التجهيز لتطبيق الاتفاقات التجارية الدولية ومدى الاستفادة منها وتقليل الأضرار المصاحبة لها عن طريق تشكيل لجان فنية عالية التخصص تتابع المتغيرات في العالم. يتمنى المواطن ان تقوم وزارة التجارة بدراسة فنية وقانونية للقوانين الموجودة مثل قانون هيئة سوق المال وقانون الشركات وأي قوانين أخرى لها علاقة بانفتاح البلد وتقديم التعديلات المطلوبة لما فيه مصلحة البلد وخدمة المستثمر الاجنبي والجهات الرقابية في العالم وجهات التقييم الدولية التي تساعد مؤشراتها على مستوى التنظيم والجدية في قرارات الدولة بما يخدم التنمية والتقدم. يتمنى المواطن ان ينصب الاهتمام بالتجارة الالكترونية وذلك لتوفير الامكانات المحلية ولجعل الكويت مدينة الكترونية تخدم التجارة الاقليمية والدولية المتسارعة في المنطقة والعالم. ان المواطن يعتقد ان الكويت قادرة على تحقيق ذلك اذا توافرت الادارة والارادة الحقيقية لتوفير كثير من الامكانات البشرية والمادية لديها. وفي النهاية يأمل المواطن ان يرى الكويت تقود المنطقة كمركز مالي وتجاري يسهم في إنارة طريق المستقبل للأجيال القادمة في هذا البلد الطيب.. والى متى نتمنى؟ والله المستعان.

Previous Post
«الـحوكمة» بين النظرية والتطبيق
Next Post
النفط كان بديلاً للغوص فما البديل للنفط؟
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300