إلى متى نعيش في المنطقة الرمادية؟

دولة الكويت دولة عجيبة غريبة، فهي فيها كل شيء خليط من الايجابيات والسلبيات ليس لها هوية اقتصادية واضحة هل هي دولة اشتراكية وهل هي دولة رأس مالية ام خليط من ذلك؟ عندها دستور جيد والكل يتغنى به ولكن كثير منهم يخالفه عند المصالح الشخصية الضيقة نتغنى بالديمقراطية ولا نطبقها، عندنا دولة تلبي طلبات التجمعات السياسية والدينية والقبلية والطائفية، وتعمل على مساعدتهم، والنتيجة استفادة تلك التجمعات الشخصية والدولة هي الخسرانة ونحن نخرج قوانين عدة مهمة، ولكن فيها روح ومصالح داخلها لمن تقدم بها ولا تكون قابلة للتطبيق أو وضع بعض البنود التي تلقى الرقابة عليها من الدولة، عندنا منطقة تسمى المنطقة الحرة وهي ليس فيها من الحرة غير اسمها. عملنا قانون (B.O.T) وظل قانون غير قابل للتطبيق عملنا قانون لتخصيص البورصة واتضح انه غير قابل للتطبيق، العلاج في الخارج، يقول الوزير المسؤول: لا استطيع وقف الواسطة الشافية تحتاج الى شفافية، الجامعة الموعودة صارت حلم ونحن نبني جامعات للدول الاخرى، نحن ندعم الوافد بسعر البنزين والكهرباء من طرف واحد وليس المعاملة بالمثل مع الدول الاخرى وهذا الدعم غير موجود في دول العالم بل هناك ضرائب على عمل الاجانب في بلدانهم وليس عليهم، ضرائب في الدولة عندنا نحن ندعم بعض المواد الغذائية بدون فرز للمحتاج، وغير المحتاج اي الغني يأخذ حاله حال الفقير بل ينافس الفقير في ذلك.
الرياضة عندنا ليس فيها روح والمناصب في الدولة ومؤسسات الدولة للشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، نعمل على زيادة الرواتب والعلاوات والمكافآت الممتازة ونحن حسب التقرير الدولي ان انتاجية الفرد الكويتي اقل من نصف ساعة في اليوم الدولة، تشتكي من البطالة لمواطنيها وهي تشتكي مثل الناس من المشكلة ولا تضع حلولاً لها، كما هو موجود في العالم.
نحن نمنع الاختلاط في الجامعة والاختلاط موجود في كل مكان ما عدا الجامعة، نحن نخرج في كلية الشرطة سنوياً عدداً كبيراً من الضباط ولكن لا نراهم في مواقع الحياة يمارسون عملهم ومعظمهم يديرون اعمالا مكتبية في الوزارة.
القياديون في الوزارات يتبعون في ولائهم الذين عينوهم من التجمعات في البلد وليس لهم ولاء لمؤسساتهم ونحن ندعم مربي الحيوان والمزارعين ونستورد معظم احتياجاتنا الحيوانية والزراعية من الخارج وغير ذلك مثل التركيبة السكانية وعدم التوجه للخصخصة.
هذا قليل من كثير ومما طرأ على البال فلماذا نحن هكذا؟
وهل من أمل في التغيير والبدء بمنهج لاصلاح الخلل؟
اعتقد نحن نسير في الطريق الصعب الخطر، كلما تأخر الحل والبدء في منهج جديد يحافظ على ثروة البلد ومستقبل اجياله القادمة.
انه موضوع مهم ولا احد يهتم به في الادارة الحكومية مع العلم أنهم يعلمون أين الطريق الصحيح ولكن لا اعرف بالضبط لماذا لا يفكرون في مستقبل بلدهم وأولادهم، في النهاية الكل عايش في هذا الطريق السهل ولا يريد مواجهة الواقع وتصحيحه.
انه من المؤسف حقا في دولة تملك كل شيء الا الإدارة السليمة والتفكير في هاجس المستقبل.
في النهاية ارجو من الله ان يرشد ادارتنا الحكومية لاصلاح الوضع وان يصحو الناس في طريق معيشتهم ونهاية مستقبلهم لما فيه خير هذا البلد الطيب.
والله المستعان.

Previous Post
الحداثة والشفافية وتطبيق القانون تحقق الاستقرار السياسي
Next Post
المجتمع الكويتي مريض
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300