الإدارة الحقيقية في التنمية

تعتمد التنمية في نجاحها وفشلها على نوعية الإدارة الموجودة في تخطيط وتنفيذ ورقابة كل مراحلها المدروسة جيداً، وقابليتها للتطبيق وتحقيق اهدافها المنشودة عن طريق حكومة منسجمة ذات تكوين فني تخصصي قادرة على تحقيق التنمية، وهناك طريقتان لإدارة التنمية الاقتصادية تعتمدان على استعداد الحكومات.
في تعاملها مع خطط التنمية، الحكومة الذكية الجادة تعمل على وضع الأسس الديناميكية الفعالة والمستمرة لتنفيذ خطط التنمية عن طريق مجلس وزراء يتم اختياره بطريقة حيادية وذي فنية عالية ورؤية واضحة للمستقبل، ويعمل بشفافية كاملة وصلاحيات غير منقوصة لتحقيق التنمية الحقيقية المستدامة من اجل خلق الدولة المدنية المنفتحة على العالم للاستفادة مما هو موجود فيه من خبرات في الادارة والتعليم وتطوير الخدمات الشاملة لخدمة مواطنيها وتطوير اسواقها المالية لجذب الاستثمارات العالمية وصنع مواقع لبلدانها كمراكز تجارية واستثمارية لخدمة خطة التنمية الحقيقية وخلق الدولة المدنية المستدامة.
الحكومات التي تعتمد على خطط غير متكاملة، وتتفاعل مع ردود الافعال لاي مشكلة تحدث أو مطالبة شعبية دون تحقيق اهداف تنمية حقيقية فهي تعمل لوضع حلول مؤقتة وغير متكاملة، وترضي اطرافاً مختلفة غير عابئة بمصلحة واحتياجات المجتمع الحالية والمستقبلية.
ان هذه الحكومات تعتبر حكومات تخليص معاملات المجتمع بطريقة عشوائية، وغير مدروسة، وغير مترابطة مع احتياجات المجتمع الحقيقية، وتطلعات ابنائه للحاضر والمستقبل، وبالتالي يصاحب ذلك هدر الاموال العامة، واحتكار قلة من افراد المجتمع على الأفضلية لتحقيق مصالحهم الشخصية الضيقة.
هذه مقارنة واضحة بين نوعين من الحكومات في ادارة مجتمعاتها لتحقيق اهدافها ومتطلباتها للحاضر والمستقبل وخدمة مواطنيها فأين نقع نحن في الكويت من هذه المقارنة؟ نحن نقع بلا شك في نوعية الحكومات التي تعمل على ردود الافعال من دون خطط متكاملة وواضحة، وتختار وزرائها عن طريق المحاصصة، والكل يعمل بلا ترابط او تنسيق، فهم يعملون لتحقيق نتائج المحاصصة البغيضة، وهم ملتزمون مع تنظيماتهم لتحقيق اهداف خاصة بهم في الحفاظ على كراسيهم وليس اهدافاً عامة يتطلع لها المواطن، لذلك فالولاء لديهم لخدمة تنظيمهم، وكيفية الاستفادة من الدولة في احتلال المناصب المهمة لأعضائه غير عابئين بمصالح الدولة لتحقيق التنمية المطلوبة وهم في الواقع عامل سلبي لخطط التنمية الحقيقية المطلوبة من المجتمع.
اذن لماذا اخترنا هذا الطريق غير الحقيقي؟ ولماذا لا نعمل بطريقة الحكومات الناجحة؟ انه سؤال محير فعلا فكيف نخرج من هذا المأزق اللعين والمهين والمحبط للوطن وللمواطنين والمهدر للاموال العامة، وماذا نعمل لتصحيح هذا الوضع؟ انه موضوع مهم ومحق لمستقبل الوطن، والمطلوب هو اخذ القرار الصعب في خلق رئيس مجلس وزراء عنده رؤية واضحة لحاضر ومستقبل البلد وله الحريه في اختيار وزرائه بطريقة علمية وفنية تعتمد على القدرات والخبرات ونظافة اليد، وبطريقة حيادية، وزراء ليس لهم ولاء الا للدولة وتحقيق مصالحها ومصالح مواطنيها، حتى نستطيع
ان نخلق الدولة المدنية الحديثة المستدامة عن طريق تفعيل الاجهزة الرقابية ودعمها برجال ذوي مصداقية وولاء للبلد، انها امنية اتمنى ان تتحقق لما فيه مصلحة هذا البلد الطيب، والله المستعان.

Previous Post
أين العدالة يا بلد؟
Next Post
من كثرتها قلت بركتها
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300