الإعلام والوحدة الوطنية
لا شك أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لها دور أساسي في سلبية أو ايجابية الاتجاه الى الوحدة الوطنية، بين كافة أبناء الوطن، وهي تلعب دوراً خطيراً في مسيرة أي بلد يتكون من فئات مختلفة في تكوينه، فالإعلام الواعي الذي يضع لنفسه خطوطاً ورقابة ذاتية تتماشى مع المفهوم العام للوحدة الوطنية والحرص على عدم الانزلاق المباشر وغير المباشر في تعكير صف الوحدة الوطنية، هذا الإعلام هو الحريص على مصلحة الوطن العليا واتباع المبادئ الحقة في مناقشة قضايا الوطن والوصول به الى بر الأمان وفي توحيد الصف وإعلاء مكانة الوطن على أي شيء آخر.
أما الإعلام غير الواعي والموجه لمصالح فئوية أو حزبية أو تجارية أو قبلية أو دينية سياسية فهذا الإعلام هو الإعلام الخطر الذي يهدم ولا يبني الوحدة الوطنية فهو يقدم مصالحه الشخصية أو التجارية على مصالح البلد في توحيد صف أبنائه وهو دائما يثير المشاكل الشخصية الضيقة ويخلق منها رأياً سلبياً على حساب الوطن ومصالحه العليا، لذلك فالإعلام له دور خطير في توجهه في حماية الوحدة الوطنية أو تدميرها وما يصاحبه من مشاكل سياسية أو اقتصادية واجتماعية.
إن الإعلام في بداية نشأة الديمقراطية كان جاداً ويحمل مسؤولية واضحة وهادفة بسبب صغر المجتمع وهدوء الوضع الاقليمي وعدم تشابك المصالح وإغراءات الوفرة المالية غير العادية والمسبوقة في أي مجتمع، ولكن اليوم الأوضاع الحالية من التزايد الكبير في عدد السكان من مواطنين ووافدين وخطورة الوضع الاقليمي من تحالفات سياسية وعرقية وطائفية وتعقد المجتمع المحلي والدولي لذا وجب علينا التفكير الجاد في حماية مجتمعنا من هذه التأثيرات الخطرة وأن يعي الإعلام في كل اتجاهاته لمخاطر هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة وتأثيراتها السلبية على الوطن فالرقابة الذاتية المسؤولة واجبة على كل إعلامي يحب هذا الوطن ويعمل على استقراره حتى لا ننقاد الى أمور تعمل على تفتيت الوحدة الوطنية.
وفي النهاية أتمنى على كل إعلامي في هذا البلد أن يضع أمام عينيه مصلحة وعزة هذا الوطن في ممارسة دوره الإعلامي ويركز على المواضيع التي تهم المواطن في الاصلاح وتطبيق الشفافية وتحقيق أمنيات المواطن والوطن الطيب.
والله المستعان.