الازدواجية المفرطة في مجتمعنا
ان الازدواجية مرض خطير يصيب المجتمعات ويخلط الأمور للاستفادة الشخصية بدون أي اهتمام بمصالح الآخرين ومصالح الدولة التي يعيش فيها اصحاب المصالح المزدوجة فهم همهم كيفية تكييف الموقف مع مصالحهم فهم تارة يتكلمون عن الوطنية في مواقف استهلاكية لا يؤمنون بها وتارة يتشنجون لتحقيق مصالحهم بدون اعتبار للآخرين أو الدولة حتى لو كانوا اصحاب حق.
فالمزدوج يتلون حسب الظروف والمواقف فهو في الليل في الدواوين يتكلم عن الوطنية ومحاربة الفساد وفي النهار يلبس الطاقية الأخرى ويبدأ بتحقيق مصالحه الشخصية فيكسر القوانين ويفسد موظفي الدولة من اجل ان يحصل على الشيء الذي يريده من مناقصة أو منافع بدون وجه حق أو بطرق قانونية معتمدة.
لذلك فنحن في مجتمع يسعى كثير من أفراده الى الظهور بالمظهر المثالي فقط دون الأفعال ويتفنن في نشر المواعظ على الغير دون تطبيقها على أنفسهم.
فنحن نعيش في مجتمع يشتكي فيه الكل من النفاق والحقد والحسد بينما لا يتوقف كثير منا عن ممارستها.
فنحن نعيش في مجتمع يمارس فيه اصحاب السلطة والمصالح استنزاف موارد الوطن المالية لمصالحه الشخصية بينما يصرح دوما ان الوطن فوق الجميع.
نحن في وطن يتغنى نوابه بمصالح الوطن ولكنه لا يمانع بأخذ مواقف فيها مصالح شخصية أو انتخابية لا تفيد الوطن بشيء.
نحن في وطن يتفاخر فيه الرجل بحقوق الأنثى ويمارس تسلطه وفرض الرأي عليها عند الانتخابات في اختيار من يمثلها.
نحن في مجتمع يمارس فيه بعض أفراده عبارات التحرر والانفتاح ولكنه لنيل مصلحة شخصية يطيل اللحى للحصول على مناصب مهمة يسعى اليها.
نحن في مجتمع يدعي بعض أفراده المثالية ومحاربة الفساد في حين هم أساس الفساد والرشوة والواسطة.
نحن في مجتمع يسمح فيه بعض افراده بانتقادك وتجريحك دون ان يتقبلوا حتى النصيحة المفيدة.
نحن في مجتمع يفرض بعض افراده قشور الدين دون حتى ان يتمعنوا بالدين الصحيح.
السؤال: لماذا دخلت آفة الازدواجية الى مجمتعنا؟ وكيف نعيد النظر في موضوع الازدواجية المقيتة الآكلة لمجتمعنا حتى تستقيم أمورنا؟
انه سؤال مهم يجب ان يجيب عليه المتخصصون في علم الاجتماع والبدء في وضع الدراسات والحلول للتخلص من تلك الآفة التي تتثاقل من جيل الى جيل مدمرة أسس الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتوقف حركة المجتمع في التقدم الى الأمام وتحقيق الدولة المدنية المستديمة.
ان هذا الموضوع المهم يجب ان يلقى الاهتمام من الجميع، من الدولة ومجلس الأمة والمجتمع المدني لأنه آفة خطيرة يجب الوقوف عندها والعمل على اعادة فكر الدولة الحديثة من حيث العمل على ثورة اجتماعية في ترتيب أولويات المجتمع الكويتي من حيث التربية والتعليم وتطبيق القانون على الجميع وخلق ديمقراطية حقيقية تقود البلد الى الوضع الذي يستحقه ومن اجل أجياله القادمة في دولة متقدمة ومستديمة لما فيه مصلحة هذا البلد الطيب.
والله المستعان.