ان مفهوم الانتماء الوطني من الفاهم العالمية والمهمة في عالمنا المعاصر والذي اصبح من المفاهيم المتكررة في وسائل اعلامنا وفي محاضراتنا وندواتنا بل اصبح مفهوما رئيسيا في حياتنا العامة هذا وقد تناول المهتمون بادبيات التربية موضوع الانتماء الوطني من خلال البحوث التربوية والكتب المتخصصة من خلال تعريفات مفهوم الانتماء الوطني ومدلولاته، وقد عرف هذا المفهوم ومعناه الانتساب الأبناء للآباء والعيش والتكاثر في هذا الوطن والاندماج في مكوناته هذا وقد ارتبط الانسان منذ وجوده بشيئين هما المكان والزمان والارتباط بالمكان من حيث وجود ذاته والزمان هو الذي يحدد مدى هذا الوجود وكميته لذلك فالمكان هو الوطن والانتماء المكاني هو الانتماء الوطني ومفهوم الانتماء الوطني وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالارض التي ولد فيها والتعايش من خلال مؤسسات المجتمع المدني المتمثلة بالمدرسة والاسرة والمسجد والأقران.
هذا وقد تحدث كثير من المهتمين والكتاب في مضمون الانتماء الوطني وتحديده بالعامل النفسي وتفاعله الوجداني داخل الفرد في المواقف ذات العلاقة بحب الوطن في مستويات ومجالات مختلفة تحددها الممارسات والمواقف السلوكية الصادرة من الفرد عند التعامل مع مشاكل ومواقف مجتمعه لذلك فالولاء والانتماء للوطن هو شعور داخلي يأتي من خلال التداخل والتكامل والتفاعل بين الجانبين الوجداني والعقلي ومترجما للحرية والديمقراطية التي ينعم بها امنا في وطنه وعمله واستقرارا في مجتمعه الذي ينتمي اليه، من هذا التعريف الواسع للانتماء للوطن وكيفية التفاعل الايجابي من خلق التناعم والارتقاء في مخرجات افراد المجتمع من تنمية واستقرار والاتجاه في المستقبل بكل ثقة واطمئنان.
ان هذا التعريف يجعلنا نتساءل عن مدى انطباق ذلك على المجتمع الكويتي؟ وهل الدولة تعمل على ذلك؟ ان المجتمع الكويتي اصابه خلل في تركيبته السكانية من خلال التجنيس العشوائى في الماضي وعدم التعامل مع مشكلة البدون بجدية منذ بدايتها واللعب السياسي في تركيز العامل القبلي والفئوي بحيث صار المجتمع منقسماً الى مكونات لا تساعد على الانتماء للوطن والولاء له وصارت الاجندات الخاصة لكل فئة اهم من امور الوطن من تنمية ورفع شأن الوطن فما هو الحل؟ ان الحل يكمن في الامور التالية:
اولا: التعليم ووضع مناهج تكرس حب الوطن والانتماء اليه والولاء له.
ثانيا: الاعلام المدروس الذي يعمل على دمج فئات المجتمع بطرق علمية ونفسية معتمدة على خبرات متخصصة عالية التأثير في بناء مجتمع متماسك ويلتقي في حب الوطن والاخلاص له.
ثالثا: اصدار قرار برفع اسم القبيلة من السجلات الرسمية بحيث يكون اسم الفرد حسب شهادة ميلاده الحقيقي وهذا يقضي على الانتماء القبلي ويحمل على دمج افراد القبائل بالمجتمع وان يفخر باسم ابيه وجده في اوراقه الرسمية مع كل الاحترام للقبيلة وهي جزء من مكونات المجتمع.
رابعا: حل مشكلة البدون حلا نهائيا وعدم تأخيرها لانها من اسباب مشاكل التفاعل مع الانتماء للوطن والولاء له.
ان هذه المقالة هي محاولة متواضعة لتوضيح حاجتنا الى حب الوطن والولاء له وهو المهم في حياتنا واستمراريتنا واستقرارنا لبناء مواطن ووطن يخلق الاستمرار والمعايشة الحقة لما فيه صالح هذا البلد الطيب.
والله المستعان.