التخطيط للمستقبل علامات النجاح

 

يقول الخبراء والعارفون بأمور الحياة ان الدولة لن تستطيع الوصول لتحقيق أهدافها المطلوبة في بناء مجتمع مدني مستدام، يؤمن بالمساواة في تطبيق القانون ويؤمن الخطط السليمة للتربية والتعليم لخلق جيل متراكم المعرفة، المؤمن على قيادة بلده الى مستقبل زاهر يفتخر به جيل بعد جيل.
فالنجاح في حياة الدول هو ثمرة من ثمار التخطيط الناجح أما الفشل فيعود لغياب التخطيط للمستقبل وعدم وضوح الأهداف وغياب اية رؤية لاستشراف آفاق المستقبل وتحدياته.
وكذلك وللأسف فإن أكبر مشكلة عند الكثيرين من الشباب الكويتي الذين لا يخططون لمستقبل حياتهم ولا يفكرون الا في اللحظة الراهنة الآنية ولا ينظرون الى فرص وتحديات المستقبل ما يجعلهم يفقدون القدرة على التعامل مع تحديات المستقبل وفرصه.
ان من يريد أن يحقق أهدافه من دول وأفراد ويرسم لنفسه تصورا لمستقبل أيامه، عليه ان يخطط لذلك المستقبل من الحاضر ويجب ان يعلموا انهم اذا فشلوا في التخطيط لمستقبلهم فقد خططوا لفشلهم أما اذا نجحوا في تخطيط مستقبلهم فقد خططوا لنجاحهم وتفوقهم كدول وأفراد في مجتمع تلك الدول.
ان ما نعانيه في الدولة اليوم من اختلاط الأولويات والاختلافات الهيكلية وعدم استقرار القوانين والسياسات وغلبة الشكل على المضمون وغياب وضعف الميل الى التغيير الذي تتميز به الدولة على الرغم من امكاناتها وكل هذه المشكلات ناجمة عن غياب التفكير العلمي السليم أو غياب ارادة السيطرة على الحاضر وصنع المستقبل.
ان من أجمل ما قاله العالم الشهير »البرت اينشتاين« حينما سئل عن اهتمامه بالمستقبل قال »ببساطة لأننا ذاهبون الى هناك«.
لذا أصبحت الدراسات المستقبلية »الاستشرافية« علما قائما بذاته يعتمد على الادراج والالمام بالتاريخ وادراك الحاضر والاستفادة منهما للتنبؤ بالمستقبل.
ان التخطيط الوطني الشامل يعني التطلع المستمر للمستقبل من خلال الاستعداد له بسياسات مدروسة مسبقا ومحدد الأهداف والنتائج في ضوء الامكانات الحالية والمستقبلية وهو واسع واشمل بعيد المدى والتخطيط لادارة الأزمات ورسم وتخطيط السياسات والمناهج العليا للدولة وتحقيق اهدافها ومصالحها في مختلف المجالات في شبكة متداخلة لخدمة المصالح المستقبلية للدولة وهي مهمة وطنية يشترك في اعدادها ومتابعتها مجموعة من الاجهزة والمجالس المختصة وعالية التقنية والحيادية.
ان ما ذكرناه في هذه المقدمة من التفكير في المستقبل ليس من الأمور الصعبة في البداية في تحقيقه لو تحققت الارادة السياسية وتفاعلها مع المجتمع في عمل هزة شاملة لهذه الحياة الرتيبة المملة والبدء في وضع الامكانات الموجودة الكبيرة تحت خطة استراتيجية يفخر بها كل افراد المجتمع ويضعنا في مصاف الدول التي تفخر بمنجزاتها المستقبلية وتريح الأجيال القادمة من المجهول الى مستقبل واعد ومحكم في دولة مدنية عصرية مستدامة وجعل الحاضر يفخر بما يستشعره من مستقبل لأجياله القادمة وكل هذا يصب في صالح العمل الوطني حاضرا ومستقبلا تفخر به دولتنا الحبيبة.
والله المستعان.

Previous Post
متى يأخذ القطاعان الخاص والعام دورهما في التنمية؟
Next Post
القضاء خط أحمر
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300