التعليم التعليم ياسادة.. فهو الأساس

إن الشعوب والمجتمعات تعيش في أماكن مختلفة من بقاع العالم والتاريخ يحكم عليها بمدى تقدم أو تأخر، شعوبها سواء أكانت دول غنية أو دول فقيرة، فكلها تعيش في فترة من الزمن ويكون قياس تقدمها أو تأخرها بمدى الاهتمام بالتعليم وتطوره، ليقود مجتمعاتها إلى المكانة المطلوبة بين الدول، فإذا كان التعليم يحظى بالاهتمام الجاد الممنهج للرقي بكل مراحل التعليم، فسينتج عنه مجتمع خلاق، يخلق الدولة المدنية الحديثة المتقدمة والمستدامة والمنتجة، أما اذا كان التعليم ومخرجاته في آخر أولويات المجتمع فسينتج عنه مجتمع ضعيف اتكالي لا يستطيع ان يصل بالمجتمع إلا إلى الدولة الضعيفة وغير القادرة على الإنتاج الحقيقي، والذي يؤدي الى تدني الثقافة والأنانية وخلق الإدارة غير القادرة على قيادة المجتمع الى ما هو مطلوب ويتطلع له أي مجتمع في العالم، هذه حقيقة واقعية لأثر التعليم على مدى تقدمه أو تأخره، لذا كيف نقيم التعليم لدينا في الكويت؟ أن التعليم في الكويت وضع في آخر أولوياتنا، فالتعليم ليس له خارطة طريق معروفة ولا مناهج مدروسة ولا مخرجاته تخدم مسيرة المجتمع والدولة، إن الدولة لا تهتم بإصلاح التعليم أو اسعافه بسبب عدم وجود اهتمام او خطط واضحة للتنمية الحقيقية في مجال التعليم، ومازالت مستمرة في عدم أخذ الجدية في ذلك، حتى غدا مجتمعنا يعج بمخرجات التعليم العشوائية والمتكدسة في الادارات الحكومية، ما خلق بطالة مقنعة ولا تعمل حتى وصلت انتاجية الموظف الحكومي 24 دقيقة في اليوم حسب التقارير الدولية. انه يا سادة لأمر محير ومؤلم ما وصل إليه مستوى التعليم في الكويت، انه الأساس لقياس تقدم الشعوب والمجتمعات، فمتى نفكر ونعيد تقييمنا للتعليم في الكويت وخلق التعليم الحقيقي المطلوب لرفع مستوى دولتنا بين دول العالم، إنها الطريقة الوحيدة لوضع الأساس المتين لبناء الدولة الحديثة المستدامة والمنتجة والتي تسعى الى خلق التنمية الحقيقية للبلد وليس هناك طريق آخر غير أن تتبنى الدولة بكل مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والمدنية ثورة تعليمية تؤدي بنا الى الطريق الصحيح والمطلوب والداعم لمستقبل الوطن والأجيال القادمه لرفعة وخير هذا البلد الطيب.

Previous Post
دوم الأعياد للمملكة العربية السعودية
Next Post
مقابلة الاقتصادي حامد السيف مع جريدة النهار..
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300