التنمية تبدأ بحب الوطن ومصالحه
نحن ننتمي إلى أوطاننا مثلما ننتمي الى أمهاتنا، فيجب علينا جميعا أن نحب وطننا ونفخر كل الفخر كوننا كويتيين الا ان القليلين منا يعرفون جيدا كيف يحبون وطنهم، وحب الوطن ليس الاعلان بحبه بل بالتفاعل الحقيقي في حبه كما تحب نفسك وذاتك وهذا سيقودك حتما للتميز الذي يتميز به وطنك، وتحافظ على مصالحه كما هي مصالحك، من هنا تبدأ الحياة الحقيقية لتنمية الوطن والحرص على مصالحه للوصول به الى أعلى الدرجات من الرقي والعزة وأن تحاول تسخير كل قدراتك لحماية تقدمه وشفافيته ولا تكن في صفوف المتفرجين عليه، فنحن لسنا مجتمع ملائكة أو مجتمعا مثاليا، وبالتأكيد لا يوجد مجتمع يخلو من الأخطاء، فالكمال لله وحده، سبحانه وتعالى، ولكن ايجابيات وطننا ومحاسنه وإمكانياته كثيرة ومتعددة، قياسا ببعض السلبيات هنا وهناك، وعلينا ان نعلم ان ما يجري حولنا من متغيرات يتطلب منا ان نكون على قلب واحد، وأن نحتمي بدفء الوطن ورايته وقيادته التاريخية لاستقراره، وألا نفسح مجالا للآخرين أن يستغلوننا من خلاله، ولتكن هذه الدعوة لحب الوطن والحفاظ على مصالحه بطريقة مختلفة، طريقة ربما تكون جديدة على البعض الا انها بالتأكيد ليست صعبة ولم يتأخر الوقت لتجعل وطنك يفخر بك مثلما تفخر أنت به، أينما كنت وفي كل وقت كن مرآة تعكس جماله وروعته في عين وقلب كل من ينظر اليك واجعل حب الوطن فعلا أكثر منه قولا، واجعله شعار بناء وليس ادعاء، فلنحب وطننا بالطريقة الصحيحة الخلاقة المؤدية الى الدولة المدنية الحديثة المستدامة في تطورها العلمي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي، فعندما يتحقق ذلك من هنا تبدأ التنمية الشاملة الحقيقية المبنية على الصدق والشفافية والتي يجني ثمارها كل مواطن ويؤمن مستقبل أبنائه وأجياله المقبلة.
انها دعوة وصرخة للبدء بحب هذا الوطن بطريقة ايجابية حقيقية، والعمل على تقدمه واعطائه كل ما نملك من طاقات، ونكون محاربين شرسين للدفاع عن مصالحه ووحدته الوطنية وان تجعله هو الهوية الوحيدة في قلبك، وتحبه مثل ما تحب لنفسك وأكثر، فنحن عندنا كل الامكانات المادية والمعنوية لتحقيق التنمية الحقيقية عندما يبدأ الالتحام بين حب الوطن وتحقيق مصالحه العليا وبين التنمية الحقيقية للانسان الكويتي فمن هنا يرتاح الوطن ويطمئن على مستقبله ومستقبل أجياله المقبلة وتبدأ المسيرة الجديدة الحقيقية لما فيه صالح هذا الوطن الطيب.
والله المستعان.