التنمية في الكويت.. استهلاكية
للتنمية الحقيقية المنتجة مدلول وأثر فعال في هز المجتمع للانطلاق في عملية تفاعلية بين جميع قطاعاته للوصول الى حالة جديدة في تسخير جميع موارد الدولة من مالية وبشرية وإدارية وتوافقها مع القطاع الخاص الجاد والمجتمع المدني الفعال في المشاركة الفعالة في تحقيق الأهداف المرسومة للتنمية الحقيقية المنتجة، هذه قواعد أساسية للتغير الشامل لتحقيق التنمية المطلوبة، ومع الأسف والحزن اننا لا نفكر ولا نسير في الطريق الصحيح للتنمية الحقيقية كما هو موجود في دول العالم من حيث اننا نملك القدرات والأموال ولا نضعها في طريقها الصحيح بحيث تكون تنمية منتجة وليست استهلاكية.
وبدون تفاعلها مع باقي المؤسسات من قطاع خاص ومؤسسات المجتمع المدني، فالحكومة تريد أن تملك وتدير التنمية لوحدها وبطريقة مكلفة وغير علمية ولا يستفيد منها الا قلة من المقاولين المستفيدين الانتهازيين. وهي خطة غير تنموية ولا تفيد البلد من حيث أنها غير منتجة من الناحية الاقتصادية، وتستنزف المالية العامة وتزيد حجم البطالة المقنعة وهي استمرارية للطريقة القديمة للدولة في تنفيذ المشاريع غير المنتجة للبلد وبالتالي لا يجب أن نسميها تنمية بل هي تنمية فاشله بكل المقاييس.
إن التنمية الحقيقية لها شروطها المعروفة التي لا تريد الحكومة ان تطبقها. وهي توهم المجتمع في انها تطبق خطة تنمية حقيقية عن طريق أعلامها بل هي تبني مشاريع استهلاكية غير منتجة وتدار بواسطة جهازها الاداري المترهل، لذلك يجب أن تصحو الحكومة وتصارح المجتمع حول فشلها في تحقيق التنمية الحقيقية المنشودة والمعروفة في العالم، إن الحكومة ومجلس الأمة مسؤولان امام المجتمع عن عدم الجدية في تحقيق التنمية الحقيقية المنتجة للاقتصاد الوطني وتقوية المالية العامة واستقرار التقييم العام للدولة من قبل المؤسسات الدولية.
يا حكومة ويا مجلس لقد شبعنا تصريحات نارية غير قابلة للتنفيذ من طرف جهازكم الاداري المنهك وغير القادر على ادارة ما هو موجود، ان المجتمع يريد التغيير الحقيقي لتطبيق التنمية الحقيقية الجادة، والمتمثلة في اصلاح التعليم والحرص على مخرجاته التي يجب أن تخدم حاجات المجتمع وإيجاد البدائل والرديف للنفط وتحسين الخدمات العامة وإيجاد النظام الضريبي المناسب والعادل لكل فئات المجتمع من أفراد وشركات وإشراك القطاع الخاص والأجنبي الجاد، في التنميه الحقيقية المرجوة. وليس كما هو موجود ونسمية تنمية. انها مأساة حقيقية وعبث لا يخدم ولا يحقق اهداف ومتطلبات التنمية الحقيقيه المنتجة والمفيدة لهذا البلد المسكين الطيب. والله المستعان.