التوجه الحقيقي لحب الوطن

للوطن حب وإحساس بالانتماء اليه وهو شعور طبيعي وفطري يعيش الإنسان فيه بما حدث في الماضي والتطلع للمستقبل، والبعد عن الوطن يشعرك بالحنين والعودة اليه، وحبه فعلا وليس قولاً ليكون أساساً لتعامل النظام و الآباء مع الأبناء في تنمية الشعور بحب الوطن والقدرة لديهم على الإفصاح الفطري عن هذا الحب في كل تعامل في حياتهم ليكونوا درعاً وصمام أمان لاستقراره والحرص على تقدمه. لذلك فمسؤولية استقرار وأمن الوطن جماعية يتحملها النظام والمجتمع على مرالتاريخ لاستمرارية الوطن بدون أي مشاكل مستقبلية وخلق الدولة المدنية المستدامة التي تخدم كل الأجيال المقبلة في نقلها من جيل الى جيل، ولا تؤثر فيه أي عوائق أو سلبيات في خلق تربية وتعليم جيدين ومتينين ومدروسين ومتناميين في كل مراحلهما من اجل خلق حالة خاصة لحب الوطن وانعكاسها على التنمية البشرية الصحيحة لكل الأجيال القادمة في كل المجالات المختلفة من سياسية واجتماعية وعلمية وثقافية ورياضية.
ان خلق تربية وتعليم قويين ومتينين ومتناميين بطرق علمية عالية الجودة يصب في صالح الوطن الحقيقي ويسهم في بناء مجتمع محب لوطنه. هذا هو الأساس الأول اما الأساس الثاني فهو خلق اقتصاد قوي والذي هو أساس تكوين المجتمعات المتقدمة، وخاصة ونحن في بلد عندنا كل الإمكانات المادية والمعنوية والتي لا تتوافر لكثير من دول العالم لدعم التربية والتعليم الجيد والاقتصاد المثالي المتكامل.
ان أي بلد يمتلك اقتصاداً قوياً ويركز على التعليم الحقيقي ويتبنى التدريب المهني المفقود في المجتمع عن طريق وضع خطة خاصة لتدريب الشباب الذي لا يستطيع تكملة الدراسة الأكاديمية في برامج متخصصة لكثير من الخدمات العملية والفنية المهمة من ميكانيكية وصحية وكهربائية وأي خدمات فنية اخرى تخدم المهن الحرفية المهمة وهي مدرة للدخل الجيد في الدول المتقدمة لاشك سيكون بلداً متطوراً.
فلماذا لا يكون عندنا اهتمام كما كان عندنا في السابق في الكلية الصناعية التي كانت تخرج الكويتيين الفنيين الذين نفتقدهم هذه الأيام؟ فالعودة الى نظام الكلية الصناعية القديم سيخدم كثيراً من الشباب الكويتي ويخلق برامج المشاريع والصناعات الصغيرة التي لها أهمية في توجيه الشباب الى عمل منتج وأساس لمشاريع متنامية كبيرة كما حصل في بداية الدول المتقدمة وأساس نجاحها.
ان الدولة تتمتع بوفرة مالية في الوقت الحالي وهي غير مستقرة ماليا  اذا استمررنا في نفس التوجه الحالي غير المدروس وغير المنتج. لذلك فعلى كل من يحب هذا البلدوهو صاحب قرار ومن حكومة ومجلس ومجتمع مدني ان يستغل  فرصة بداية العهد الجديد في خلق تخطيط شامل للتربية والتعليم لبناء انسان محب لوطنه وليس كما هو حاصل الان في الحب والانتماء لاطراف اخرى غير الوطن. ان اعادة بناء الانسان الكويتي على أساس حب الوطن مسؤولية جماعية للنظام والمجتمع ومن دون ذلك فليس هناك امكانية خلق دولة مدنية مستمرة قادرة على الحياة.
ان دعم المواطن في حب الوطن هو الاساس لمستقبل هذا البلد في خلق تنمية بشرية في التربية والتعليم والتدريب المهني الجاد لتكون نواة وبداية الطريق الى خلق الدولة المدنية المستدامة، وكل من يعمل على تحقيق هذا الهدف يعتبر محباً حقيقياً لهذا البلد ومستقبله، انه الطريق الحقيقي الذي يبني الدول ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
والولاء الكامل للوطن الطريق الوحيد المطلوب لخدمة البلد والمجتمع  لتحقيق الوطن المثالي المحب من اجل هذا الوطن الطيب. والله المستعان.

Previous Post
العهد الجديد والتوازن المطلوب
Next Post
العهد الجديد والإصلاح المطلوب
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300