الحكومة تعترف بالعجز وتتخبط في إيجاد الحلول
في العام 2014 اعترفت الحكومة بالعجز المتوقع للميزانية في اجتماع اللجنة المالية في مجلس الأمة، وخرج رئيس اللجنة المالية الأخ الفاضل فيصل الشايع من الاجتماع واعلن أن الحالة المالية ستكون صعبة جداً في الأعوام المقبلة، وان العجز سيكون في 2014-2015 بسعر برميل النفط عند 75 دولاراً اكثر من مليار دينار، وان العجز في 2020-2021 بسعر للبرميل 100 دولار سيكون نصف مليار دينار هذا حدث في 2014، وتوقعات متفائلة للعجز ولأسعار النفط في ذلك الوقت من قبل الحكومة ومجلس الأمة من أعلى سلطتين في الدولة، فأين نحن اليوم من تلك التصاريح المتفائلة حيث تغيرت أسعار النفط تغيراً خطيراً في النزول بأسرع من توقعات الحكومة والمجلس؟!
ان التعامل مع هذه المشكلة المالية الخطيرة بتوقعات متفائلة في فترة قصيرة من دون التفكير بجدية المشكلة وخطورتها في المرحلتين الحالية والمستقبلية وارتفاع العجز الى مستويات خطيرة يعني ايجاد حلول ترقيعية غير متناسبة مع حجم المشكلة وخطورتها بسبب الاعتماد على الاجتهادات السياسية وليس على الحلول الفنية المعروفة في العالم في مواجهة مثل هذه المخاطر.
الحقيقة انها مأساة في التخبط بإدارة هذا الملف الذي يعتبر عصب حياة البلد ومستقبل أبنائه والاستمرار في هذا النهج والإصرار على الاستمرار فيه من دون وعي على التفكير في ايجاد الحلول الجذرية لايجاد بدائل حقيقية لدعم الميزانية انها مع الأسف ادارة فاشلة، ومستمرة في فشلها ولا تريد ان تترك الأمور لجهات فنية متخصصة لوضع البدائل الحقيقية للمرحلتين الحالية والمستقبلية لذلك ان استمرار هذه الإدارة الفاشلة في إدارة هذا الملف سيعمق المشكلة ويضعنا في المجهول، فيجب وضع حد للتخبط الإداري ويجب مواجهة المشكلة بجدية وحزم ووضع الحلول والبدائل المطلوبة لهذه المرحلة الحرجة بعدالة ومنهجية علمية تخفف من المشكلة وتضع الحلول المستقبلية لهذا البلد الطيب.
والله المستعان.