إن غاية اي دولة في التاريخ هو ان تحصل على ولاء مواطنيها لها الا في الكويت وهذه ملاحظة تستحق النقاش، ولماذا تحصل في الكويت؟ ان من يراقب حركة التاريخ في الكويت يرى انها مرت في مرحلتين قبل النفط وبعد النفط من حيث انسجام العلاقة بين السلطة والشعب في مراحل طويلة من التاريخ واستمرت في احسن حالاتها وانسجامها في ولاء مواطنيها لها، حتى اتت المرحلة الاخيرة من تاريخها في تغير تفكير السلطة بقبول ولاء مواطنيها لها بان عملت على تغيير تركيبة السكان بطرق مختلفة من تجنيس وعدم تطبيق القانون على المزدوجين وترك مشكلة البدون من دون حل واجهاض الديموقراطية بكل الطرق المتاحة، واهملت السلطة ولاء المواطنين لها، ولم تهتم بتحسين الخدمات العامة وزاد الفساد وصار شيئا معلنا من دون اي رادع من السلطة للفاسدين وسمح للنهب من المال العام، وهنا بدأ تفكك العلاقة بين السلطة والمواطنين وزاد تذمرهم من تصرفات السلطة غير المفهومة في عرف الدول بان ترفض السلطة ولاء المواطنين لها وبدا ولاؤها لبعض التجار الفاسدين وتجار الدين السياسي واللعب على موضوع القبلية والطائفية من دون التفكير في ولاء المواطن لها حتى ادخلتنا السلطة في نفق لا نعلم الى اي مدى من خراب البلد سنصل، ان هذه الظاهرة لم تحصل في التاريخ بان سلطة ترفض ولاء المواطنين لها بكل وضوح في تصرفاتها العملية، وتعمل على ارضاء جماعة فاسدة تعمل على مصالحها الخاصة على حساب المال العام، وتبعد ولاء المواطنين عنها، انها مأساة يجب الا تستمر وعلى اصحاب القرار اصلاح الوضع والعودة الى ولاء المواطنين لها من اجل مستقبل هذا البلد الطيب.. والله المستعان.