الدولة والمجتمع في سبات اهل الكهف
قصة أهل الكهف معروفة في القرآن الكريم، ناموا في الكهف فترة تتعدى ثلاثمئة عام، ثم صحوا من نومهم فوجدوا أن العالم خارج الكهف قد تغير والناس ولباسهم ناس يختلفون عن الناس الذين يعرفونهم وعاشوا معهم حتى العملة التي معهم تختلف عن العملة السائدة خارج الكهف فحزنوا ووجدوا حالهم خارج هذه المجتمعات الجديدة ولم يستطيعوا الاستمرار في عالم غريب عن مجتمعاتهم القديمة وصار هناك فرق حضاري كبير، وانهم لا ينتمون أو يستطيعون التأقلم مع هذا العالم الجديد. هذه مقدمة عن حادثة حقيقية ذكرها القرآن الكريم فكيف نسقط ذلك على الدولة والمجتمع في الكويت؟ ان الدولة والمجتمع في الكويت قد تواقفا عن التأقلم بما يجري من تطورات في العالم، فنحن توقفنا عن جميع الامور التي تطور المجتمع والدولة من الناحية العلمية والصحية والثقافية والاسكانية والسكانية والفكرية، فتوقف بناء الجامعات الحقيقية والمسارح وتطوير الرياضة، ونصرف اموالنا على الامور الاستهلاكية والمشاريع الفاشلة لصالح البعض وليس لصالح الدولة والمجتمع، كل ذلك ونرى ان هناك دولاً مشابهة لنا في الخليج قد بنت المدن الجامعية العالمية والمدن الصحية والمدن الرياضية وحلت معظم مشاكل الطرق واستعانت بالخبرات العالمية ونحن مازلنا في الكهف نائمين ولا نعلم متى نصحو ونفكر في المستقبل ونفكر بالبدائل لدخل الدولة من النفط، وليس عندنا جامعات محترمة ولا مستشفيات مفيدة وليس لنا مسارح ولا دور ثقافة وفكر يتماشى مع ما هو موجود في العالم فماذا دهانا؟ ومتى نصحو ونترك الكهف ونلحق بما هو موجود في العالم، وخلق الدولة المدنية الحديثة المستدامة؟ إنها مأساة فعندما نصحو ونريد ان نخرج من الكهف نجد اننا غير قادرين على اللحاق بما هو موجود في العالم فستكون خسارة للبلد بسبب النوم العميق في ذلك الكهف الخيالي، انها قصة تتكرر في التاريخ الحديث يصعب حلها من دون معجزة تأتينا من السماء وتحرك واقعنا المزري الذي لا تحس به الدولة ولا يحس به المجتمع، انها قصة محزنة ارجو ان لا تستمر من اجل اجيالنا القادمة والتي ستحاسبنا حسابا عسيرا على ذلك النوم الطويل الذي وضعنا في مؤخرة الدول المحيطة بنا. فاصحو واخرجوا من ذلك الكهف قبل فوات الاوان من أجل هذا البلد المسكين… الطيب… والله المستعان.