الدولة وعامل الزمن!
ان عامل الزمن يجري بسرعة ولا يرحم المتخلفين عن مواكبته، وعامل الزمن يسير في طريق واحد وهو الى الامام، وليس هناك وقت للتوقف أو العودة الى الوراء، اذن فليس هناك خيار في ذلك. ان الدول التي تواكب عامل الزمن وتتفاعل معه وتستفيد مما هو موجود في العالم من علم وخبرة تصل الى مراتب عليا بين الدول، وينعكس على شعوبها بالخير والرفاهية، ويعطي فرصة جيدة لمستقبلها ومستقبل اجيالها القادمة. أما الدول التي لا تواكب عامل الزمن ولا تحس بمروره وكأنها كتلة مجمدة بتواريخ سابقة للزمن فهذه الدول سوف ينعكس تأخرها الزمني على شعوبها، بحيث لا تستفيد مما يجري من علم وخبرات متجددة، وتعرف انها من الدول التي اهملت عامل الزمن في حساباتها والاستفادة من كل تلك المتغيرات الزمنية، لذا فأين نحن من هذين الطريقين؟ نحن بلاشك من الفريق الثاني الذي فقد التأثير والتأثر بعامل الزمن من حيث التعليم والثقافة والفكر والخدمات العامة التي يحتاجها المواطن وصرنا نفخر بثروتنا ونبعثرها من دون اهداف محددة، وصرنا نبحث عن قشور الحياة وليس التفاعل معها وحساب عامل الزمن والذي ان لم تقتله فسيقتلك، لذلك فنحن نعيش خارج الزمن المدروس والمحسوس. انها مشكلة يصعب حلها، حيث ان الزمن لا يتوقف وينتظرنا فصارت عندنا فجوة في عامل الزمن يصعب اللحاق بها، فكيف الحل؟ ليس هناك حل سحري ولكن كان عندنا أمل بتفاعل العهد الجديد. مع بدايته للفترة القادمة ويعمل على اختصار عامل الزمن الذي ليس في صالحنا، فأي تأخير في الاصلاح لا يجدي بدون اختصار عامل الزمن للحاق بما فقدناه من زمن ثمين ووضع المجتمع في الطريق السليم واخراجنا من عامل اليأس ووضعنا على خط الزمن الصحيح ليكون لنا ولاجيالنا القادمة شيء مما فاتنا من مقومات الحياة الاساسية، انه رجاء ليكون لنا أمل. انها محاولة والتنبيه لاصحاب القرار أن يفكروا ألف مرة بحال البلد ومستقبله، ويضعوا ضميرهم امام الله ومصلحة الوطن في أن يخرجونا ويخرجوا البلد والاجيال القادمة من عقدة الزمن السلبية المستمرة، ويختصروه لنا للحاق والتأثير والتأثر بعامله. ان الكويت تستاهل أكثر من واقعها الزمني السلبي فيجب أن نعمل جميعا على اعادة الزمن الجميل الايجابي لهذا البلد الطيب. والله المستعان…