السيف: اقتصادنا لم يتطور.. ومازلنا تحت رحمة النفط!
حذرمديرعام بورصة الكويت الأسبق حامد السيف أن التوقعات المستقبلية لأسعار النفط لا تبشر بالخير رغم التحسنات النسبية مؤخراً، وذلك لأسباب كثيرة معروفة عالميا، مثل ازدياد انتاج النفط الصخري والاكتشافات المتسارعة لبدائل الطاقة المعروفة. وأضاف السيف لـ «النهار» أن استمرار الركون للنفط كمصدر أحادي للدخل يجعل عجز الموازنات الحالية والمستقبلية رهينة بسعره، وهو خطأ إداري اقتصادي فادح سيكلف الأجيال القادمة الكثير إذا استمر عدم تداركه.
وتابع السيف قائلاً : إلى متى تتحكم أسعار النفط بميزانية الدولة؟، فلو فرضنا وهذا احتمال وارد نزول اسعار النفط الى مستويات متدنية مجدداً، حينها ستعاود الأزمة نفسها دون حلول، وسيكون العجز اكثر من ذلك فكيف سيتم التعامل مع هذه المشكلة الخطيرة والمتوقعة في عجز الميزانية مستقبلا بتوقعات متفائلة في فترة قصيرة من دون التفكير بجدية المشكلة وخطورتها في المرحلتين الحالية والمستقبلية.
وأشار إلى ان ارتفاع العجز إلى مستويات خطيرة يعني ايجاد حلول ترقيعية غير متناسبة مع حجم المشكلة وخطورتها بسبب الاعتماد على الاجتهادات السياسية وليس على الحلول الفنية المعروفة في العالم في مواجهة مثل هذه المخاطر.
وتابع: الحقيقة انها مأساة في التخبط بإدارة هذا الملف الذي يعتبر عصب حياة البلد ومستقبل أبنائه والاستمرار في هذا النهج والإصرار على الاستمرار فيه من دون وعي على حساب التفكير في ايجاد الحلول الجذرية لإيجاد بدائل حقيقية لدعم الميزانية، انها مع الأسف مشكلة فشل إداري مستمرة، والحل في ترك الأمور لجهات فنية متخصصة لوضع البدائل الحقيقية للمرحلتين الحالية والمستقبلية لذلك فان استمرار الإدارة الحالية في إدارة هذا الملف سيعمق المشكلة ويضعنا في المجهول، فيجب وضع حد للتخبط الإداري ويجب مواجهة المشكلة بجدية وحزم ووضع الحلول والبدائل المطلوبة لهذه المرحلة الحرجة بعدالة ومنهجية علمية تخفف من المشكلة وتضع الحلول المستقبلية المناسبة . وفي سياق ذي صلة بالإصلاحات قال السيف ان من ينظر الى الميزانيه الكويتية لايرى أي اهتمام بوقف الهدر في الانفاق الحكومي، من حيث تكرار نفس الميزانيات السابقة حسب واقع المصروفات المتكررة الاستهلاكية الغير المنتجه وبالتالي مازال تفكير الحكومه في عدم التخطيط لاستحداث نقله نوعيه مطلوبة في استحداث مشاريع انتاجية رديفة في دعم الميزانية السنوية بدلا من الاعتماد علي النفط ومخاطره المستقبلية . ورأى السيف ان البلد تحتاج الى تغيير النهج الرعوي الاستهلاكي المدمر وخلق حاله ونهج استثماري انتاجي يشارك به الجميع بعدالة وجدية لتامين استمرار الحياة المتوازنه المستمره للمجتمع. وتابع قائلاً: ان الوضع المستقبلي للبلد بطريقه الادارات المتعاقبه لايبشر بالخير لانها لاتعي المخاطر القادمة والمعروفة سلفا لها . ورأى ان البلد محتاجة الي اداره فنية امينة تخطط وتدير التوجهات المطلوبة لمستقبل هذا البلد المسكين. وتساءل السيف: الى متى لايشعر اصحاب القرار بما يشعر به المواطنون من هذا العبث المستمر والمدمر لهذا البلد انها المكابره المستمره وغير الواعية من الادارات المتعاقبة في توجيه البلد الى المجهول من غير سبب معروف؟ .