الصحوة والحالة الميئوسة

ان المجتمع الكويتي يعيش منذ بداية الطفرة النفطية على دخله مباشرة او غير مباشرة على الميزانية النفطية الجزيلة، وهو يتمتع بهذا الدخل والصرف بأقل جهد في العمل مقابل ذلك الدخل، الصرف عند المواطن بدون مبالاة حتى يصل الى التدين عليه بتعسف لاطمئنانه الى ان الدولة ترعاه من كل النواحي بدون مقابل من صحة وتعليم ودعم الخدمات والغذاء بدون مشاركة المواطن في ميزانية الدولة عن طريق الضريبة، فالمواطن يعيش على مدخول من النفط، ومن دونه فليس هناك دخل او استمرارية في الحياة، فهل هذه الحياة الاتكالية يقبلها المواطن؟ وهل مطالباته بالكوادر وزيادة الرواتب مطالب حقيقية؟ وهل عمل حساباً للمستقبل وكيف سوف يعيش ابناؤه واحفاده؟ انها اسئلة مشروعة تستحق التفكير العميق من قبل المواطن والحكومة ومجلس الامة، وترك المواضيع العاطفية والترضيات والمصالح الانتخابية والانتباه الى المستقبل وبناء اقتصاد يوفر للاجيال القادمة المساحة الكافية للعيش بكرامة وبطريقة محسوبة بحيث يتذكرون هذا الجيل وأنه وفر لهم البرامج والاسس التي يستحقونها من آبائهم واجدادهم. ان الاستمرار في الوقت الحالي بالطريقة غير الاقتصادية في الحياة نهايته غير مضمونة والتوجه الى الطريق المجهول ومع كل ذلك ترى الناس مع كل الوفرة المالية غير مرتاحين ويتذمرون بكل فئات وطبقات المجتمع فترى التاجر يتذمر والفني يتذمر والطبقة المتوسطة تتذمر وأفراد الحكومة تتذمر وحتى جزء من افراد السلطة يتذمرون، اذن من بقي من المجتمع لا يتذمر؟ اذن مع كل البحبوحة في العيش الناس بمجموعهم غير مرتاحين وهذه حالة غير طبيعية وغير موجودة في العالم لا الماضي ولا الحاضر انها حالة عجيبة فكيف نحل هذه المشكلة؟ الحل هو بكل الوضوح اتباع الطريق الاقتصادي الطبيعي المبني على العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وهي قاعدة موجودة في مواد دستورنا المنسي في كثير من مواده الصارخة والتي لا تطبق مواده في حياتنا وقراراتنا.
اننا نعيش في حلم لا نعرف نهايته الا اذا نضب النفط او وجد بدائل له وهذه حالة يجب الا نتركها تتحكم بنا، يجب ان نصحو ونفكر ونرجع الى العقل في وضع اسس اقتصادية سليمة في حياتنا المستقبلية ولا نتركها للمجهول، فالاقتصاد الجيد المدروس يحقق الحياة الكريمة المستدامة لجميع الاجيال ويحقق الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع لها كل شعوب العالم والتي تحقق المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص والتي هي شبه معدومة في مجتمعنا الحالي الذي طغت عليه المحسوبية والواسطة والقبلية والفئوية والتجارة الدينية والانانية والمصلحة الشخصية فوق مصلحة الوطن، انها حالة صعبة ومحبطة مع اننا نملك كل الامور المادية والمعنوية لتصحيح ذلك فماذا نعمل؟ انه انذار الى كل من له يد بذلك بأننا نتجه الى المجهول فيجب ان تصحوا او تعوا ما نحن متجهون اليه.
ان هذه المقالة العفوية نابعة من القلب ويسري على الوطن والمواطن لما نحن فيه، راجيا من الله ان يصلح حالنا لما فيه خير هذا البلد الطيب.
والله المستعان

Previous Post
مقارنة بين اقتصادنا واقتصادات دول العالم
Next Post
لعبة الكراسي في الكويت
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300