القطاع الخاص والقيادة الناجحة
هناك فرق كبير بين الادارة الناجحة والادارة الفاشلة وما ينتج عنه من نجاح او فشل لكثير من الشركات العاملة لاي دولة، فالنجاح لاي ادارة يحتاج الى أسس واضحة من شدة الانضباط والمهارة والفن والتركيز على الجودة بهدف خلق فريق عمل ناجح تحت قيادة لها دور في كيفية خلق فريق عمل مبدع واختيار وجذب الموهوبين، ويكون فريق عمل ومتعاونا، بينهم الاحترام وحب العمل والطموح في النجاح الحقيقي الجماعي المتناغم ما بين القيادة والعاملين في اي شركة.
ان مفهوم الادارة الناجحة المعاصرة يتضمن مهمة القائد المتمثلة بزيادة الوعي بين العاملين، والتأثير عليهم ايجابيا وليس السيطرة عليهم بل ان يكون شخصا ملهما ذا رؤية واضحة لابعاد ومستقبل الشركة وهناك عدة امور مهمة يجب على القائد الناجح ان يعمل عليها في وضع خطة ادارة لقيادة العاملين معه عن طريق الوعي الكافي التركيز على الفريق الذي يعمل معه ويحتاجه لقيادة الخطة في ان يبحث عن الموظفين المتخصصين الموهبين القادرين على العمل الجاد والذي يكرس ولاءه للشركة ويحرص على نجاحها كذلك توطيد العلاقة في خلق فريق مبني على الوعي والشفافية في التعامل والبحث على التعلم والتطوير والتحدي المشروع في خلق التنافس في تنوع الافكار والاراء المطروحة في النقاش وهذا يؤدي الى استفادة كل طرف من الاخر لذلك فالقائد الذكي يتوجب عليه تشكيل فريق من افراد موهوبين سيقومون بتحديه وتوسيع اطار تفكيره ومساعدته على تطوير ذاته ونقله الى افق جديدة كذلك ان عامل الوقت هذا القاسم المشترك بين الجميع فيمكن ان يكون الوقت صديقك الحميم او عدوك اللدود لذلك فالادارة الجيدة تتيح التحكم في الوقت الذي تستغرقه اي شركة لتنفيذ مهامها وذلك بواسطة العمل بذكاء وحرص على تنفيذ المهام الموكلة للنجاح واخر العوامل للنجاح هو الثقة وهي من اعلى القيم للاستقرار والاستمرار في العمل الناجح فخلق الثقة بين العاملين من مهام القيادة الناجحة.
هذه مبادئ عامة لخلق ادارة وقيادة وعاملين في انجاح اي شركة فماذا لدينا في الكويت من هذا؟
مع الاسف ان التكوين الحالي لادارة الشركات في الكويت مازال يدور في اطاره المحلي من اختيار القيادات وتوزيع المسؤوليات في اتخاذ القرارات واختيار العاملين ووضع الخطط الواضحة والشفافة، فالقطاع الخاص عندنا مازال لا يتبع الاسلوب العلمي فهو تحكمه امور عدة غير صحية من حيث يبدأ التعيين لقيادة شركاته من العائلة او الربع او الديوانية وتعين الفاعلين حسب الواسطة والولاء وليس الكفاءة وكثيرا ما يقوم مجلس الادارة بالادارة مباشرة ويكون دور الادارة فقط شكلي يلبي ما يطلب منه وليس له اي علاقة بقيادة الشركة وهذه تخيل عمل القطاع الخاص وليس الحكومة لذلك ترى ان معظم الشركات الكويتية فشلت في تحقيق اغراضها التي اسست من اجلها بسبب عدم اتباع الاسلوب العلمي الموجود في العالم لادارة شركاتها حتى وصل الامر ان كثيرا من الشركات العائلية استفادت ونجحت بسبب استقلال ملاكها لهذه الشركات العامة بسبب تواجدهم في مجالس تلك الشركات العامة الذي هم سبب فشل تلك الشركات ونجاح شركاتهم العائلية الخاصة على حساب تلك الشركات وحتى وصل الامر ان معظم قيادي تلك الشركات العامة اصبحوا اغنياء شخصيا وشركاتهم فشلت فشلا غير طبيعي.
ان هذه المقالة هي لحث القطاع الخاص لاعادة النظر في تكوين القيادات والعاملين في شركاتهم بطريقة علمية وشفافة لما فيه مصلحتهم ومصلحة هذا البلد الطيب.
والله المستعان