الكل يتذمر ولا يعمل

ي كثير من دول العالم ينقسم المجتمع الى قسمين قسم رسمي وموالي ويدير البلد وقسم معارض يكشف العيوب ويعمل على الحث على اصلاحها، وهما مستمران في موقعه يعمل على اثبات أنه صحيح ويعمل لصالح البلد، وهذا سجال دائم في كثير من دول العالم بين الطرفين الكل يعمل على اثبات الوجود والرد على بعضهم البعض لما فيه الصالح العام واصلاح الخلل إن وجد أو سد الثغرات القانونية والتشريعية المطلوبة وهذه حالة طبيعية ومستمرة في كثير من دول العالم، لكن العجب والعجيب في الكويت الكل يتذمر والكل يشتكي، الجهات الرسمية والموالية والجهات المعارضة كلها في شكوى دائمة عن الاوضاع وصعوبة حلها وهذه حالة غير عادية وغير موجودة في العالم، فتجد معظم الكتاب في الصحف ومقدمي برامج التلفزيون يتذمرون ويعلكون يوميا بمشاكل وتأخر البلد عن كثير من بلدان العالم، وهي تقريبا في الدرك الاخير من التقارير الدولية والاقليمية والخليجية من جميع النواحي من سوء الادارة والفساد وعدم التخطيط والصرف غير الطبيعي أو المبرر، فلماذا نحن في مثل هذا الوضع غير العادي أو الموجود في معظم دول العالم؟ ومن المسؤول عن ذلك ومن يصلحه أو يغيره؟ إن العرف والمنطق يقول إن الحكومة هي المسؤولة في الدرجة الأولى وهي التي يجب أن تغير موقفها وتأخذ المسؤولية الملقاة على عاتقها وتأخذ زمام المبادرة للعودة الى الوضع الطبيعي في مواجهة المشاكل ووضع الخطط في اصلاح الادارة والحد من الفساد والتفكير في توجيه الموارد الى التنمية الحقيقية والتوازن في الصرف ودعم القطاع الخاص ليتحمل العبء عن الدولة والتخلي عن التملك والادارة لكل شيء إنه حلم، فالحكومة ووزراؤها تجدهم مازالوا ينضمون الى المعارضة في التذمر والشكوى وكأن الموضوع لا يعنيهم ولا يشعرون بتدهور الأوضاع، وكأن الامر شيء طبيعي، وهذه حالة نادرة في التاريخ الماضي والمعاصر في أن يتساوى التنفيذيون في الدولة مع المعارضة في اللطم والحسرة وكأن الامر ليس بيدهم؟ اذن بيد من الامر؟ فهل نحن في ضياع ونذهب الى المجهول والتعسف في حق الاجيال القادمة، إنه مؤسف أن يحصل في بلدي والكل لا حول ولا قوة وكأننا شعب قليل الحيلة، وترك الأمر في عالم الغيب فماذا دهانا ولا نشعر، أو نتلمس واقعنا ونعمل على البدء في اصلاحه أو التخفيف منها إنها مأساة يا بلدي وادعو الله ان يصلح حالنا ويهدي الجميع الى الصحوة ولو متأخرة للعمل في ارضاء الله والوطن حتى يكون لنا شأن بين دول العالم في المستقبل لما فيه خير هذا البلد الطيب.
والله المستعان

Previous Post
ميزانية الدولة والتنمية ومخاطرها
Next Post
مقارنة بين اقتصادنا واقتصادات دول العالم
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300