الكويت أكثر الدول دراسات وأقلها تنفيذاً.. فلماذا؟
دولة الكويت تتمتع بمزايا عدة من حيث الوفرة المالية، صغر اقتصادها، وعدد سكانها، فيها كثير من الخدمات المجانية أو المدعومة من الدولة، ليس بها ضرائب، التعليم والصحة مجانيان وبها هيئات علمية وتخطيطية وقانونية وبها جيش من الخبراء والمتخصصين الوافدين، بالاضافة الى الدراسات التي تعملها المؤسسات الدولية الخاصة بطلب من الدولة بوضع الحلول للمشكلات المختلفة في التركيبة السكانية والاختلالات الاقتصادية، وبها كثير من اللجان الحكومية التي فاق عددها عدد الوزارات في الدولة وهذه اللجان تتمتع بمزايا مالية جيدة، ناهيك عن التقارير والدراسات التي تصدرها المنظمات الدولية عن الكويت اذن الدولة من خلال كل ذلك، المفروض انها عرفت مشكلاتها ووضعت الحلول الحقيقية لها، لكن لم يحصل ذلك.. فلماذا؟
انها الحالة غير الطبيعية لدولة تتوافر لها كل هذه الامكانات المادية والعلمية والفنية والتخصصية، والمكلفة والمستمرة ولا تستطيع حل مشكلاتها السكانية والاقتصادية والاجتماعية والمرورية والصناعية والبيئية وغيرها والتي مازالت مشاكلها مع وقف التنفيذ، انها حالة محيرة وغير مقبولة، ويجب التوقف عند ذلك والتفكير بسبب ذلك الوضع غير الطبيعي والذي يضع البلد تحت طائل المخاطر الحالية والمستقبلية.. فما الحل؟
الحل بسيط ومعروف في كثير من دول العالم الا وهو حسن اختيار الادارة الحقيقية الجيدة التي تعمل لصالح البلد في تنفيذ الخطط والدراسات المعدة من جهات الاختصاص من هيئات علمية محلية ودولية والتي وضعت من أجل حل تلك المشكلات المزمنة والتي صارت من كثرة تراكمها حتى وصلت الى صعوبة حلها وتحتاج الى جهود غير عادية لحلها بسبب تأخير تلك الحلول وفي وقتها المناسب.
ان هذه الحالة المحيرة في عدم التنفيذ لكل الخطط والبرامج المعدة من ذوي الاختصاصات المحلية والدولية وعدم الاعداد في البدء بوضع الادارة الحقيقية المؤمنة بمستقبل هذا البلد تجعل الانسان الكويتي يفكر ان هناك متنفذين لهم مصالح كبيرة تجعلهم يؤخرون تطور الادارة الكويتية لتحقيق الشفافية وتطبيق وتنفيذ الخطط المطلوبة، والمعدة سلفاً من جيش الخبراء في الدولة، وهؤلاء المتنفذون لم ولن يشبعوا من مصادرة حق الدولة في تحقيق اهدافها المشروعة التي تنعكس على المجتمع الكويتي بالاحباط والخوف من المستقبل.
ان من يحلل الموضوع والاسباب ويرى ان قلة غير مبالية بمستقبل هذا البلد تحتكر وتسيطر على مقدراته بدون سبب غير الطمع، والتخطيط للاستفادة من صرف الدولة على التنمية، والاستفادة القصوى من ذلك، فالله يسامحهم ويهديهم ويعقلهم بالعودة الى رشدهم وأن يفكروا ولو قليلاً بهذا البلد الذي اعطاهم بغير حدود، الا يفكرون برد الجميل له ولمستقبل أجياله القادمة؟!
ان عامل الوقت والتاريخ لن يرحمهم اذا لم يبادروا بالسير بالطريق الصحيح لتحقيق اماني هذا البلد.
وفي النهاية من يقرع الجرس في تحقيق أمنيات هذا البلد في خلق الادارة الحقيقية لتنفيذ ما تحتاجه الدولة من تنفيذ الدراسات التي تحتاجها الكويت والتي مازالت على الرف ويغطيها الغبار من سنوات عديدة. ان الكويت لا تستاهل هذه المعاملة وتأخير تنفيذ خططها وأحلامها المشروعة.
ان التأخر في ذلك سوف ينعكس على المواطنين بالاحباط ويؤخر تطور الدولة وتحقيق أماني هذا الشعب الطيب.
والله المستعان.