المجتمع الكويتي بلا هوية
الإنسان الذي يؤمن بذاته تفوق بقدرته على التفكير، وعلى الابداع والابتكار ،وقدرة الإنسان الذي ينتمي الى مجتمع له هوية واضحة المعالم، متدرجة من أسس التعليم الطفولي الى بداية حياة الإنسان اليافعة، من حيث غرس المفاهيم الوطنية الحقيقية وتعميق الشعور بالانتماء للوطن، وهذه تجارب عدة مرت عليها كثير من الشعوب، ومعظم الشعوب الناجحة اعتمدت على هوية وطنية واقتصادية واضحة المعالم موجه إلى بناء إنسان متفاعل مع وطنه ومخلص لانتمائه، وهذا الشعور المؤسس على برامج تعليمية حقيقية تخلق المواطن الصالح الذي لا ينازعه أحد في حبه لهذا الوطن. هذه أسس ومقومات أثر الهوية الاجتماعية والاقتصادية على مواطني الدول وتحديد مخرجات شبابه وتحديد مستقبله، فماذا لدينا نحن في الكويت؟ إنه سؤال مهم، فالكويت تسير بلا هوية تعليمية وطنية واضحة ولا هوية اقتصادية، توجه مدخرات واستثمارات البلد الى تنمية حقيقية، الدولة تملك وتدير معظم المؤسسات الخدمية والاقتصادية والقطاع الخاص ليس له هوية واضحة في المشاركة في خطط التنمية، الكل يعيش بطريقة عشوائية، فلا التزام من الفرد والدولة بميزانيات محددة ومعروفة، الكل يصرف بطريقة عشوائية بدون الادخار والتفكير في المستقبل، فالخطط والبرامج آنية وردود أفعال على أفعال معينة تحدث وكل ذلك تغطيه الأموال النفطية غير المستقرة في المستقبل، إنها حقيقة وصار الكل يتكلم ولا يريد أن يسمع ولا يريد أن يقرأ وإذا قرأ قرأ رؤوس أقلام، وصار يتكلم ويناقش بدون اختصاص ويحكم على الأشياء بدون دراية وعلم بالمواضيع التي يناقشها ،الكل صار سياسياً ويتلذذون بالنقاش السياسي، إنها فوضى عارمة في المجتمع الذي ليس له هوية وليس هناك من النخبة من يعمل على اصلاح ذلك أو البحث في كيفية اصلاحه، فماذا نعمل؟ إن على أصحاب القرار في هذه المرحلة اتخاذ القرار الصعب في وضع خارطة طريق لإحياء الهوية الكويتية المطلوبة لإصلاح التعليم، ووضع البرامج التعليمية الإصلاحية التي تخلق المواطن الصالح المنتمي للمفاهيم الوطنية الحقيقية وبناء التعاون المشترك والحقيقي مع القطاع الخاص من أجل خلق الدولة الحقيقية الواعدة والمستمرة لما فيه خير وحب هذا الوطن.
والله المستعان.