المجلس والحكومة لا يستمعان

يوم أمس وتحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد تشرفت الهيئة العامة لمكافحة الفساد وبالتعاون مع جمعية الشفافية الكويتية بالدعوات لندوة موضوعها »مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة«، وقد شارك فيها كثير من المهتمين بأنشطة الهيئة ودورها المستقبلي في مكافحة الفساد الذي استشرى في مناحي الحياة الكويتية، هذا وقد كان المحاضرون متنوعين وقد كان من بينهم عضو مجلس الأمة مبارك الحريص، وقد ألقيت كلمات قبل بدء الندوة لكل من ممثل صاحب السمو أمير البلاد ووزير المواصلات عيسى الكندري ورئيس الهيئة ورئيس جمعية الشفافية ومن الملاحظ ان الوزير ترك الندوة قبل ان يلقي ممثل الأمم المتحدة كلمته، وكذلك النائب الفاضل ترك الندوة بعد أن ألقى بعض الكلمات في الندوة، ولم يستمر في النقاش، المهم الذي دار في الندوة، ومن الملاحظ ان الوزير لم ينتظر حتى يلقي ممثل الأمم المتحدة كلمته وخروجه في تلك اللحظة أثار استغراب الحاضرين، وأعطى انطباعاً بأن الحكومة غير مهتمة بالاستماع الى النقاش الذي يدو رفي أهم مؤسسة رقابية وهي مكافحة الفساد، كذلك في ترك النائب الندوة ولم يستمع أو يناقش من الحاضرين لأهمية الندوة وموضوعها والذي يتعلق بمكافحة الفساد.
لذلك ساد انطباع عام عند الحاضرين أن لا الدولة ولا المجلس عندهم اهتمام بمكافحة الفساد لأن حضور ممثلين عن المجلسين، مجلس الوزراء ومجلس الأمة، كان يجب المشاركة الفعالة والاستماع الى المشاركين لما يطرحونه من أمور تتعلق بالفساد المستشري والذي يهم الوطن بكل فئاته ومشاربه.
ان الندوة ولأهميتها وتزامنها مع مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد حيث كان ممثل الأمم المتحدة أحد المشاركين والقى كلمة عن هذا الموضوع، وكيفية مكافحة الفساد عالمياً فكيف لا يستمع ممثل صاحب السمو لتلك الكلمة من ناحيتين، من ناحية البروتوكول ومن ناحية الاهتمام الدولي بموضوع مكافحة الفساد وسماع ممثل الدولة الأمم المتحدة لما يطرحه وسماع الدولة لذلك.
من هذا نرى أن فلسفة الاحتفالات الرسمية عند كثير من المسؤولين مظاهر شكلية وليست معنوية ولا أهمية للمواضيع المطروحة، بل جل الاهتمام بالشكليات والقاء الكلمات العامة بدون الاهتمام بالموضوع ومدى أهميته وتحقيق النتائج المرجوة منه، حتى ان الصحافة كانت موجودة في بداية الندوة وبهرجة الافتتاح وعند الاستراحة تركوا الندوة ولم نر منهم من يستمع لأصل الندوة وأهمية موضوعها، إنها مشكلة تعم المجتمع الرسمي في الدولة وفي قطاع الصحافة وصار الاهتمام بالقشور وليس بصلب المواضيع المطروحة. انها حقيقة غير سارة وهذا ما عمل على استشراء الفساد في المجتمع ومؤسسات الدولة. انه موضوع مهم يجب ان يكون من يمثل المؤسسات التشريعية والتنفيذية في أي مؤتمر ان يكون الناقل الحقيقي لتلك المؤسسات عما يدور في تلك الندوات وما هموم المواطنين من خلال ما يطرح فيها. انها مسؤولية لممثلي الدولة والمجلس ان يكونوا أكثر حرصاً للاستماع ونقل ما يدور الى مؤسساتهم، إنه أمل في تغيير ذلك الأسلوب لما فيه خير هذا البلد الطيب.
والله المستعان.

Previous Post
سيارة الكويت تسير إلى الخلف.. لماذا؟
Next Post
التعليم التعليم فهو الأساس
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300