المستفيد من المال العام بغير حق!
ان الدولة المتمكنة القادرة لاتصرف فلسا من المال العام الا في محلة.لذلك فمن الخطأ ان تنفق الدولة من حساب المال العام على تنظيمات غير قانونية من قبلية واسلامية سياسية او مجموعات متنفذة تجارية وهم ليس لهم دور دستوري في الحياة السياسية. ولكن ما نراه في واقع الحياة العملية ان هناك تنظيمات غير معلنة وتمارس عملها ولها مقرات وانتخابات معلنة فكيف يكون ذلك؟ إن ترك الدولة لتلك التنظيمات غير المعلنة وغير المرخصة دستورياً بالعمل رسمياً وعملياً مخالف للقانون والدستور، وصار لها تأثير سلبي على الحياة السياسية في الدولة، من حيث التأثير على المواطنين في سير حياتهم العامة، بالانضمام الى تلك التنظيمات للحصول على امتيازات غير عادية توفرها الدولة لهم. فالمواطن محتار في أي اتجاه يسير، إما بالانضمام الى تلك التنظيمات والحصول على امتيازات وأفضلية في التعيين في المراكز الرئيسة بالدولة أو ان يكون مستغلاً ويعتمد على نفسه من حيث قدراته الذاتية وفي هذه الحالة ليس هناك دعم أو أفضلية أو أولوية له في الدولة، فاحترام النفس والاستقلالية تفقده كثيراً من الامتيازات التي يحصل عليها المواطن الآخر، الذي ينضم الى تلك التنظيمات. وهذه تفرقة فاحشة بين نوعين من المواطنين، ومحيرة في الوقت نفسه، والسؤال المهم: لماذا توفر الدولة تلك الامتيازات لتلك التنظيمات؟ وهي ممنوعة قانوناً ودستوراً، وأعضاؤها لم ولن يكون لهم ولاء للدولة بل ولاؤهم دائم لتلك التنظيمات وهم سبب في تأخر التنمية في الدولة؟ أما المواطنون المستقلون والذين لا يريدون الانضمام لتلك التنظيمات والاعتماد في حياتهم على قدراتهم الذاتية، فهم في معظمهم من التكنوقراط المتخصصين والمنتجين في حياتهم، وولاؤههم لوطنهم وليس لتلك التنظيمات. انها مأساة حقيقية تحبط المواطنين المستقلين، والدولة لا تفكر في تغيير ذلك النهج لصالح مستقبل البلد فما العمل؟ العمل المطلوب من الدولة أن توقف تلك التنظيمات غير القانونية وأن توقف إعطاءهم الامتيازات غير العادية في الوظائف الحكومية والمعاملات التجارية أو الدينية السياسية والاتجاه الى الحياد مع المواطنين في اعتلاء المناصب، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب حسب الكفاءة والمساواة في تكافؤ الفرص والحياد في العمل التجاري وإعطاء الجميع الحقوق بشفافية كاملة وحسب القانون، إنه الطريق الصحيح للوصول الى الدولة المدنية الحديثة المستدامة، فمتى تفكر الحكومة معنا بذلك لما فيه خير هذا البلد الطيب؟ والله المستعان…