المستقبل المجهول
يمر العالم بمتغيرات كبيرة من النواحي التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية ونحن كأننا في جزيرة معزولة عن العالم لا نتأثر ولا نؤثر في أي من هذه المتغيرات، وكأننا في سبات دائم ولا نريد أن نغير من حالنا وكأن الدخل الوحيد من النفط سوف يدوم إلى الأبد ولا نحتاج إلى أي من المتغيرات الموجودة في العالم، فصار الكل من مواطنين وحكومة ومجلس لا يشعرون بهذه المشكلة، ولا يريدون أن يعملوا على التغيير أو البحث أو التفاعل معها لحلها من أجل هذا الوطن ومستقبله ومستقبل اجياله المقبلة، انهم نشطون في الدراسات والمؤتمرات وتشكيل اللجان المتكررة للبحث والدراسة ثم نقف عند التنفيذ وكأننا نخاف من التقدم ولو خطوة واحدة إلى الأمام مستمتعين بالوفرة النفطية المؤقتة والصرف والتبذير من دون وعي، وكأننا في حلم لا نعلم متى نفيق منه.
ان المتابع للمجتمع الكويتي وطريقة حياته غير الهادفة يشتري أي شيء حتى من دون الحاجة له، بل لمجرد حب التملك حتى الارهاق في الميزانية العائلية مما خلق مجتمعاً متشابهاً يتساوى فيه الغني بالمتوسط والفقير في المباني والسيارات والسفر واللبس وكله في الاعتماد على الاقتراض المرهق والدعم الحكومي في افساد طريقة حياة الناس.
ان هذه المقدمة الواضحة المعالم وطريقة حياة المجتمع الكويتي غير العادية على مستوى ما هو موجود في المجتمعات الأخرى في العالم، فكيف نخرج من هذا المأزق ونعود إلى الحياة الطبيعية المبنية على التخطيط العلمي السليم، الذي يراعي الحاضر والمستقبل ويعمل على تطبيق القانون والتعليم الذي يراعي مخرجات جادة تفيد المجتمع في مسيرة بلدنا وهو أساس لأي مجتمع متقدم، ان التعليم هو البذرة الأساسية لمقياس أي مجتمع في تقدمه أو تأخره، وقد أهملنا التعليم لمدة طويلة ونحن نجني اليوم ثمار مخرجاته غير الحميدة، وهي التي وضعتنا في المأزق الحالي وفي كثير من الأمور السيئة والعديدة، اننا اليوم نحمل المسؤولية لكل الاطراف التي وضعتنا في هذه الحالة الصعبة والتي لا تعمل على إصلاح الوضع. وخاصة أن عامل الزمن ليس في صالحنا فأي تأخير في الإصلاح وإعادة المجتمع إلى الوضع المطلوب والسليم سوف يجعلنا في حالة من اليأس وصعوبة العودة إلى الوضع المطلوب.
ان هذه المقالة نابعة من القلب وهي محاولة تنبيه كل مسؤول في هذا المجتمع أن يفكر ألف مرة بحال البلد ومستقبله ويضع ضميره أمامه وأمام الله في أن يصحو من هذا الحلم الكريه ويعيش في الواقع لإصلاحه ويخرجنا ويخرج الاجيال المقبلة من المجهول. ان الكويت تستاهل أكثر من واقعها الحالي. فيجب ان نعمل جميعاً لما فيه خير هذا البلد الطيب. والله المستعان.