النفط كان البديل للغوص فما البديل للنفط؟
تقع الكويت على ساحل الخليج العربي حيث تتمتع بموقع جغرافي يؤهلها العمل في البحر وبالفعل قامت حياة الكويتيين على العمل في الملاحة البحرية حيث توارثها ابناء الكويت عن اسلافهم فكانوا يطوفون بسفنهم على موانئ الخليج العربي والمحيط الهندي لنقل البضائع والتجارة ما عرف بينهم بالسفر وينقلون الركاب ويجلبون الماء إلى البلاد اذا شحت الامطار من الانهار في العراق بواسطة سفن خاصة كل ذلك بالاضافة إلى الغوص على اللؤلؤ الذي اشتهر به اهل الكويت والذي كان له دور بارز في تطور الحياة الاقتصادية في الكويت قبل اكتشاف النفط.
فكافح أهل الكويت وجاهد شعبها لكسب الرزق فأخذوا يشتغلون في كثير من الاعمال إلا انهم اشتهروا باستخراج اللؤلؤ من البحر منذ قديم الزمان فقد مارسوا الغوص وبرعوا فيه بالرغم من المصاعب والاخطار التي تواجههم في الغوص في عام 1330هـ الموافق 1912 ازدهرت تجارة اللؤلؤ وبلغ الغوص الذروة وسميت تلك السنة »سنه الطفحة« اي مجاوزه الحد وكان الغوص غوصين اي يذهب الغواصين قبل رمضان ثم يعودون إلى الكويت لصوم شهر رمضان وبعد عيد الفطر يذهبون إلى الغوص ثانية وبلغ عدد السفن عام 1913م 812 سفينة وبلغت حاصلات الغواصين ستة ملايين روبيه في موسم الغوص وهذا يعتبر مصدر دخل اقتصادي كبير في ذلك الوقت، ويبدأ موسم الغوص على اللؤلؤ منذ شهر مايو إلى سبتمبر ومدة الغوص الكبير اربعة اشهر وينتهي موسم الغوص في 22 سبتمبر من كل عام حيث يتساوى الليل والنهار ويكون البحر بارداً ونهاية موسم الغوص تسمى القفال اي العودة من الغوص وكان يوم القفال عيداً كبيراً في الكويت.
وكان الطواشون وهم تجار اللؤلؤ ويملكون سفن خاصة فيذهبون إلى اماكن الغوص للشراء من الغواصين ما يحصلون عليه من لؤلؤ ومن ثم يذهبون إلى اماكن اخرى في الخليج والاجتماع بزملائهم تجار اللؤلؤ للتحدث بشؤون اللؤلؤ.
لقد ارتبط اهل الكويت بصورة قوية حيث كان البحر المصدر الاساسي لكسب الرزق وله اهمية اقتصادية كبيرة عن طريق الغوص على اللؤلؤ حيث يساهم في توفير الخدمات العامة عن طريق اعطاء نسبة من المكسب إلى الحاكم على شكل ضريبة ويقوم بدوره بالصرف منها على هذه الخدمات.
وقد استمرت الكويت قديماً على هذه الحال مع ازدهار التجارة وانعكاسها على اقتصادها.
إلى ان جاء عام 1928 حين اخذت تجارة اللؤلؤ في التدهور وبعد سنوات قليلة حدثت نكبه الغوص على اللؤلؤ في الكويت حتى انها ضيعت السبل امام الغواصين والتجار وتعود نكبة الغوص على اللؤلؤ وكساد تجارة اللؤلؤ إلى عدة اسباب اهمها ظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني ومنافسته إلى للؤلؤ الطبيعي نظراً إلى رخص ثمنه وتتناسق شكله.
وفي تلك الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكويت جاء عصر النفط وفي توقيت تاريخي ليحل محل تجارة الغوص كمورد اقتصادي للبلد وعمل النفط على تغير الحياة الاقتصادي تغييراً كاملاً وفي وقت كان النفط المنقذ للبلد من خسارتها في موردها من الغوص.
ومن ذلك اتضح لنا ان الغوص كان يشكل اهمية اقتصادية كبرى ونهايته شكلت نكبه اقتصادية كبرى، الا ان النفط استطاع ان يعيد الازدهار الاقتصادي ويطوره إلى اقصى الدرجات حتى وصل إلى ما نحن عليه في وقتنا الحالي من رفاهية.
هذا وقد عملت الدولة على توزيع الثروة على الكويتيين عن طريق ضمان كل ما يحتاجه الانسان من استملاك العقارات الخاصة باسعار العمل مما وضع الشعب الكويتي في حالة رفاهية كاملة مقاربة بالشعوب الاخرى ومع تطور الحياة الاقتصادية في الكويت وكانت بدايات جيدة وجدية ولكنه ومع تطور المجتمع وازدياد عدد السكان وارتفاع عدد الوافدين باعداد غير طبيعية صاروا ضعف عدد السكان تقريباً وكان ارتفاع وكان ارتفاع اسعار النفط العالمية وزيادة الاحتياطيات المالية جعل الكويت تسير في وضع الاعتماد الكامل على النفط بدون تخطيط للمستقبل وايجاد البدائل في حالة انخفاض او ايجاد بدائل للنفط وصار الاقتصادي الكويتي تحت رحمة دخل النفط في وضع ميزانياته التي تضخمت لدرجة انها تنذر بالخطر في حالة نزول اسعار النفط لمستويات غير عادية إلى الدرجة التي لا تكفي للرواتب السنوية للعاملين بالدولة.
ومع كل هذه المحاذير الواضحة وعدم الاستفادة من الماضي عندما كنا نعتمد على الغوص على اللؤلؤ وكان مصدر الثروة الوحيد في ذلك الوقت وقد من الله علينا في ذلك الوقت بالنفط لينقذ البلد من الانهيار الاقتصادي فماذا اعددنا للمستقبل كبديل للنفط.
وهل نسير على ما يقدمه المجهول لنا، ان البلد على مفترق طرق في المستقبل اما التفكير الجدى في البدائل في المستقبل او المجهول الذي لا يعلم الا الله نتائجه.
لذا كانت مقارنة واضحة بين حياة الغوص على اللؤلؤ وحياة النفط لا نأخذ العبر منها وإلا على البلد الطيب السلام.
والله المستعان