بس دمار للبلد

نحن الوحيدون بين دول الخليج المهملون لتقدم بلدنا من جميع النواحي الاقتصادية والمالية والتعليمية والصحية والثقافية والفكرية والبيئية لماذا؟ سؤال محير ومخيب لمستقبل البلد. أليس هناك عقلاء في ادارة البلد للتفكير ولو للحظة عما يجري من دمار لكل مقومات الحياة في البلدان. 
التسلط السياسي المدمر يجب وقفه (بس خلاص تعبنا) يجب التفكير في البلد ومستقبله. لسنا بعيدين عن مسمى الدولة الفاشلة. لماذا هذا التمادي في افشال الدولة، نحن ماعندنا من امكانيات حيث تصنفنا المؤشرات الدولية في ذيل الدول من جميع النواحي. لماذا؟ ان هذا التسلط السياسي أساسه الوفرة المالية النفطية التي تغطي فشله وتجعله لا يهتم بالتنمية الحقيقية لكل مناحي الحياة المنحدرة، وصار النظام يكسب سكوت المجتمع عن طريق البذخ في زيادة الرواتب والكوادر الخاصة للقطاعات المختلفة غير المبررة والمنتجة والتعيين الوظيفي غير المبرر الأمر الذي خلق بطالة مقنعة وسافرة صارت عبئاً على الجهاز الإداري للدولة وأساس فشله، وهذه الوفرة المالية جعلت القطاع الخاص يتكاسل في الدخول الى عملية التنمية وجعلته خادماً للدولة الريعية والكسب من الفوائض المالية عن طريق المناقصات والوكالات الاحتكارية من دون ان يكون شريكاً حقيقياً في عملية التنمية ويملك ويدير معظم المشروعات الوطنية التي تخدم البلد وتساعد الدولة على تحمل دورها في استيعاب مخرجات التعليم المتنامية، لذلك صار التسلط السياسي الإداري وفشل القطاع الخاص في قيادة التنمية الحقيقية المطلوبة للدولة وسيطرة فلسفة الدولة الريعية الكسولة غير المنتجة والتي تنتظر الاختناق النهائي بعد التغير المتوقع لمدخول الدولة في المستقبل والذي صار حقيقة متوقعة للدول النفطية غير الرشيدة في بناء أسس الدولة المدنية المستدامة. إنها الحقيقة المرة التي سوف نواجهها في المستقبل اذا ما كان هناك اصلاح في المفهوم السياسي لإدارة الدولة الى مفهوم التسلط الاقتصادي للتنمية على المفهوم السياسي للدولة الريعية. ان البلد يحتاج الى قرار مهم وضروري لقلب المعادلة لتعديل المسار من دولة رعوية الى دولة تنموية ذات خطط اقتصادية مستمرة وبعيدة الأمد وتخدم الجيل الحالي والقادم وتطمئن المجتمع على مستقبله.
انها الفرصة الأخيرة غير القابلة للنقاش والذي يتطلع لها المجتمع وينتظر من يقوده لذلك الطريق الحقيقي للحياة الكريمة والمستدامة. فماذا ننتظر غير القرار السياسي لتغيير المسار المطلوب الذي يحقق أمنيات مواطني هذا البلد، انها دعوة حقيقية لكل من يفكر بمستقبل البلد المظلوم لغياب الخطط الاقتصادية الحقيقية لاستشراف مستقبله والاطمئنان على استمراره في حياة كريمة مبنية على أسس اقتصادية متينة. إنها رسالة الى أصحاب القرار في أخذ المسؤولية التاريخية في تغيير المسار لتحقيق أمنيات هذا البلد الطيب. والله المستعان.

Previous Post
الدولة تعترف بالفساد ولا تعمل على إيقافه!
Next Post
المجلسان عاجزان عن إيجاد البدائل للنفط!
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300