دور البخلاء في العملية الاقتصادية
ينظر إلى البخيل من الناحية الاجتماعية على أنه شخص غير محبوب ومقتر على نفسه وعلى أهله وجماعته فهو لا يحب الصرف ولكن يحب جمع المال بأي طريقة فهو وأهله يعيشون في حالة فقر في حياتهم مقارنة بالاخرين غير البخلاء والبخيل يحرص ويكافح في جمع الاموال بكل الطرق بدون استثناء ويقتر على نفسه وأهله من ناحية المأكل والمشرب والتمتع بالحياة ونعمها، ولذلك ينظر للبخيل في المجتمع نظرة دونية ويحتقره الناس في تعامله معهم ويسبب لأهله الاحراج الاجتماعي وفي أحيان يتمنون موته حتى يعيشوا كما يعيش الآخرون، هذه نظرة من الناحية الاجتماعية وكره المجتمع له وهي قضية مستمرة على مر التاريخ وقصص البخلاء كثيرة ومتنوعة حتى أصبح البخيل حديث المجتمعات منذ القدم.
هذه نظرة واضحة في عدم حب البخيل في المجتمع فماذا وكيف النظرة للبخيل من الناحية الاقتصادية؟ ان النظرة للبخيل من الناحية الاقتصادية تختلف كثيراً من المجتمع عن الناحية الاجتماعية فبالنظر إلى الناحية الاقتصادية نرى انها تختلف اختلافاً كلياً من حيث ان البخيل يكون محبوباً ومستحباً والدعاء لهم بزيادة عددهم لان الناحية الاقتصادية تعتمد على عرض وطلب السلع والخدمات من الكماليات ومتع الحياة فالبخيل يمتنع عن الصرف على هذه الاشياء وبالتالي فهو يقلل الطلب على هذه السلع والخدمات ما يعمل على زيادة العرض منها وبالتالي تقل اسعارها وهذا يريح كثير من الناس غير البخلاء ويريح ميزانيتهم وبالتالي فإن مجموع البخلاء في المجتمع يشكلون ثقلاً اقتصادياً ويؤثرون تأثيراً كبيراً على العرض والطلب فكلما زاد عدد البخلاء تمتع باقي المجتمع بتوافر السلع والخدمات بأسعار متزنة ومتنامية بطريقة طبيعية، والدليل على ذلك لو ان البخلاء تحولوا في يوم وليلة إلى أناس غير بخلاء وصاروا يصرفون بسخاء على السلع والخدمات فماذا يحصل؟ سوف يعاني باقي المجتمع من ارتفاع الاسعار لان الطلب سوف يفوق العرض من السلع والخدمات وبالتالي سوف يفقر باقي المجتمع بالحصول على حاجاتهم من السلع والخدمات بصورة طبيعية، لذلك فإن الله حمى باقي المجتمع من منافسة البخلاء لباقي المجتمع وعمل على توازن العرض والطلب للسلع والخدمات وأراحوهم من ارتفاع الاسعار.
إن هذه النظرية الاجتهادية البسيطة والتحليلية من الناحية الاقتصادية للبخلاء تجعلنا نتأنى في كره البخلاء فهم لهم دور مهم في توازن الاقتصاد من عرض وطلب كما انهم مفيدون من الناحية التمويلية غير المباشرة عن طريق البنوك، حيث ان باقي المجتمع سوف يستدينون من البنوك اموال البخلاء المكدسة في البنوك ويتمتعون بصرفها وتنمية اعمالهم وهذه ميزة أخرى لذلك فيجب التأني في الحكم على البخيل من الناحية الاقتصادية والدعاء بزيادة عددهم لما فيه صالح هذا الشعب الطيب .
والله المستعان .