سكرة وإدمان النفط

إن معظم الدول الناجحة اقتصادياً لديها مرجعية اقتصادية تتصدى وتدير العملية بالكامل وهي مسؤولة عن جميع الجوانب السياسية والقانونية والاقتصادية في تحقيق التنمية الحقيقية من دون أي معوقات أو تعطيل للتخطيط والتنفيذ والرقابة، لذلك فكثير من الدول حققت التنمية الاقتصادية فبنت فلسفتها على مبدأ الاقتصاد الحر وفتح البلاد للخبرات العالمية من نقل التكنولوجيا والخبرات الادارية المتطورة في إدارة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية الحقيقية التي تشكل التكامل الاقتصادي لمعطيات وقدرات البلاد البشرية والمالية لتحقيق الأهداف العامة للاقتصاد الوطني ورفعه الى أعلى الدرجات من الإنتاجية التي تحقق حرية وكرامة واستقرار المجتمع متوازياً مع ما للأجيال القادمة من حقوق وواجبات على الجيل الحالي.
لذلك فنجاح أي اقتصاد هو نجاح لكل قطاعات البلد من سياسية واجتماعية وخدمية والعكس صحيح ففشل أي اقتصاد هو فشل لكل قطاعات المجتمع، انه عصب حياة الشعوب فقبياس تقدم الدول أو تأخرها هو نجاح خططها الاقتصادية ولتي تنعكس على نجاح كل قطاعاتها فماذا لدينا نحن في الكويت؟
نحن في الكويت نعطي جميع القطاعات الاهتمام من سياسية واجتماعية وخدمية عدا القطاع الاقتصادي فهو يأتي في مؤخرة برنامج الحكومة واذا ما طرح برنامج اقتصادي فهو نظري وغير قابل للتطبيق وغير مستوعب من جهازها الإداري الذي مازال يتمتع بسكرة النفط وغير قادر على التطبيق ورافض لترك المنصب لذلك فنحن نعيش بسكرة النفط وفقدنا السيطرة على اقتصادنا ما وضعنا في حال صعبة لا نعرف كيف نغير من حالنا المايل الى حالنا الصحيح. لذلك فنحن نحتاج الى معجزة لتغيير مسارنا الاقتصادي وهذا ليس موجوداً في الأفق القريب لذلك فسوف تستمر حالنا الى ان يأتي اليوم لنفيق من سكرة النفط ونعي لحالنا والتخطيط لمستقبلنا المجهول.
ومع ذلك فنحن نعرف الطريق الصحيح ولكن غير قادرين على السير فيه لأنه يحتاج الى قرار شجاع وغير شعبي ويخرج من نظام المحاصصة والتنفيع الى نظام الجد المبني على لغة الأرقام العلمية ووضع الكويت فوق مصالح المنتفعين وتجار السياسة وذوي المصالح الضيقة الذين لا يشبعون من ملء الجيوب والبطون، فنحن لدينا كثير من المتعاركين على تقسيمة الكيكة لا يهمهم الوطن ومستقبله بل التنافس في ما يحصل عليه كل منهم من مناقصات ومراكز قوى لتحقيق المصالح الشخصية التي لا تشبعهم.
ان الوطن يحتاج الى وقفة مع النفس لنحاسب أنفسنا عن حقوق الوطن علينا وان كرامتنا وعزنا من عز هذا الوطن وإني أدعو قياديي هذا الوطن الى ان يعوا ما نحن ذاهبون اليه وان يحققوا المعادلة الصحيحة. ان الاقتصاد السليم هو أكسيد الحياة للشعوب وهو الذي يحقق الدولة المدنية المستدامة.
انه أمل وليس هناك طريق غيره فحق البلد علينا ملزم ومتى نحس به، لذلك فدائما هناك أمل لتحقيق ما يطلبه الوطن منا لما فيه خير هذا البلد الطيب.
والله المستعان

Previous Post
التخصيص التخصيص يا سمو الرئيس
Next Post
ورطة البلد بالمجلسين
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300