سيارة الكويت تسير إلى الخلف.. لماذا؟
إن قاعدة الحياة العامة هو السير إلى الأمام وشق الحياة للمستقبل وخلق التوازن في حياة المجتمع للوصول به الى بر الأمان وما يصاحبه من الايجابيات المطلوبة للحاضر والأيام القادمة وخلق التنافس بين أفراد المجتمع في التعليم والثقافة والفكر ليكون المجتمع في حالة ديناميكية مستمرة في خلق التمييز في كل تلك المستويات التقدمية التي يحتاجها أي مجتمع للوصول بأفراده إلى الغايات المخطط لها، والتي يحتاجها ليكون في مقدمة الدول المحيطة به أو الدول المتقدمة في كل أمورها التي يفتخر بها كل مواطن، ويعيش حياة كلها استقرار ويشع بكل أمنيات المستقبل الحقيقية، هذه قاعدة عامة ومهمة وطبيعية في سير أي مجتمع الى غاياته المستقبلية العامة، فلماذا نحن في الكويت نسير عكس الطبيعة؟ إن الكويت دولة تتمتع بكل الامكانيات المادية والمعنوية لأن نصبح دولة متقدمة لأسباب كثيرة مثل دخل الدولة ودخل الفرد السنوي وحجم، وعدد السكان كلها تشير إلى أن الدولة سهلة الإدارة بامكانياتها غير العادية وغير المتاحة لكثير الدول الناجحة إذن فلماذا نحن نسير عكس السير؟
إنه سؤال محير ومخجل حقا ومن المسؤول عن ذلك هل هو أداء الحكومة؟ أم وهو اداء القطاع الخاص أم هو كسل وتسيب المجتمع؟ أم هو النظام الديمقراطي؟ إن الجواب على ذلك يتحمله كل الأطراف السابقة من حيث أنهم يتمتعون بكل الامتيازات الآتية غير العادية ولا يريدون غير ذلك خوفا من فقدان تلك الامتيازات ورفض تحويل جزء منها إلى المستقبل وتطوير الدولة إلى السير إلى الأمام وتحقيق أمنيات الأجيال القادمة.
وهذا التفكير الضيق الأفق يجعل البلد في مرحلة التخبط واللا تخطيط ويكرس مبدأ أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، هذا المبدأ السلبي القاتل الذي لا يخلق الدولة المدنية الحديثة المستدامة، بل يؤخر البلد ويجرها إلى الوراء، كلما تمادينا في هذا الطريق الخطأ والخطر حتى انه لو استمرينا في ذلك فسيؤدي بنا إلى كوارث ليست ببعيدة عن طريق الصرف والبذخ غير المبرر في حياتنا وكأنه سيدوم إلى الأبد وهذا خلق مبدأ الأخذ وعدم العطاء من المجتمع والشعور بالزهو المزيف في حياة تسير إلى الخلف وليس إلى الأمام.
إن هذه المقالة كما سابقاتها تحذر الجميع من السير في هذا الطريق الخطأ الذي سيؤذي هذا البلد ومستقبله ويجب اعادة النظر وبكل اهتمام لتغيير سير الدولة واعادة النظر بهذه الفلسفة غير الرشيدة وتحقيق أمنيات هذا البلد الطيب.
والله المستعان