في كثير من المجتمعات أجهزة اقتصادية عديدة ومتنوعة تلبي احتياجات الحياة الاقتصادية المتنوعة من مؤسسات خاصة أو عامة وهذه الأجهزة تتعامل فيما بينها وتتعامل مع غيرها تعاملا محليا وتعاملا خارجيا وكل هذه التعاملات بحاجة الى اعلام اقتصادي متخصص وقوي وفعال وبحاجة الى دراسات وتحليلات وتقارير وبيانات واحصاءات وتوجهات وارشادات ووعي اقتصادي على مختلف الأصعدة من اجل ترشيد الاقتصاد والسلوك الاقتصادي الواعي والمسؤول والسليم وهذا يؤكد ان هناك علاقة ارتباطية قوية بين الاعلام والاقتصاد وان المعلومة في علم الاقتصاد تعتبر مهمة وبضاعة استراتيجية سواء بالنسبة لمتلقيها من افراد أو مؤسسات وهذه العلاقة يجب ان تبنى على أسس فنية مبنية على العلم والمعرفة والتخصص فكل من يكتب أو يحلل ويناقش وينتقد في المسائل والقضايا الاقتصادية يجب ان يكون متخصصا وله دراية وخبرة وتجربة في المواضيع والقضايا الاقتصادية المختلفة التي يتناول الكتابة فيها.
فالمؤسسات الاعلامية بحاجة الى محررين اقتصاديين متخصصين وبحاجة الى دورات تدريبية بصفة منتظمة ومستمرة حتى يجدد المحررون الاقتصاديون معارفهم ومعلوماتهم وخبراتهم في مجال تغطية ومناقشة وتحليل ودراسة القضايا والأحداث الاقتصادية.
ان المعلومة وأثرها على القرار الاقتصادي تحتم الدور الاستراتيجي للاعلام الاقتصادي في الدفع بعجلة الاقتصاد الى الأمام وفي ملازمة التنمية الشاملة في الدولة ونشر الوعي الاقتصادي في المجتمع بصفة يومية ومستمرة فالاقتصاد هو جزء مهم من حياة الفرد الذي يتخذ قرارات اقتصادية عديدة في اليوم الواحد سواء على المستوى المحلي أو العالمي.
لذلك ليس هناك حياة اقتصادية دون اعلام اقتصادي ودوره في انجاح مشاريع التنمية لخلق التنمية المستدامة.
ان الاعلام الاقتصادي يعتبر حجر الزاوية في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية للحركة الاقتصادية الناجحة للمجتمع حيث انه يعمل على توفير البيانات والمعلومات للأفراد والمؤسسات والمتخصصين سواء للمواضيع الاستثمارية او المجلات الاقتصادية المختلفة وهذه خلاصة خبرات علماء ومتخصصين في علم الاعلام وأثره على الحياة والمجالات الاقتصادية من تنمية واستثمار وخلق الدولة الرشيدة المستدامة.
إذن، فماذا عندنا في الكويت؟ وما الصحافة الاقتصادية وما دورها في التنمية المستدامة؟ وما المشكلات والتحديات التي تواجهها صحافتنا؟ وهل نتكلم عن اعلام اقتصادي متخصص؟ وهل هناك صحافيون اقتصاديون متخصصون؟ وما موقع الاعلام الاقتصادي في الخريطة الاعلامية الكويتية؟ وهل هناك اعلام اقتصادي قوي وفعال في الكويت يواكب التطورات والتحولات الاقتصادية والمشاريع التنموية المختلفة التي تشهدها كثير من دول العالم في مختلف المجالات؟ وهل هناك متابعة للمشاريع الاقتصادية والمشاريع التنموية في الدولة؟ وهل هناك وعي اقتصادي ووعي وثقافة اقتصادية؟ وماذا عن السلوك الاقتصادي الرشيد الذي يحتاجه الفرد والمؤسسة والمجتمع من أجل اتخاذ القرار السليم؟ وأخيرا ما دور الاعلام الاقتصادي بذلك؟
ان ما أشرنا اليه في مقدمة هذه المقالة عن اهمية الاعلام الاقتصادي ودوره في انجاح التنمية من خلق الدولة المدنية المستدامة في دول العالم عامة. ما يطرح كثيرا من الأسئلة بعد ذلك عن الاعلام الاقتصادي في الكويت وهذه الأسئلة واضحة ونستطيع ان نجيب عليها من واقع اعلامنا وما به من سلبيات كثيرة في عدم مواكبة ما هو موجود في دول العالم لذلك نترك الاجابة للقارئ ليطلق عنانه في الاجابة على حقيقة اعلامنا الاقتصادي وأثره على تخلف الاقتصاد الكويتي الذي نأمل ان يأتي اليوم الذي يثور على نفسه ويحقق المستحيل في خلق اعلام اقتصادي ناجح يواكب طموح هذا البلد الطيب.
والله المستعان.