علاقة الفوضى المنظمة بالنفط

ان تعريف الفوضى المنظمة، هو احداث فوضى متعمدة لتحقيق اهداف معينة ولإيجاد حلول غير تقليدية لأوضاع غير تقليدية عن طريق خلط الأوراق لتحقيق مكاسب سياسية على حساب المصالح الاقتصادية التقليدية، وهو مصطلح يقصد به تكوين حالة سياسية واجتماعية واقتصادية مرغوبة ومريحة بعد احداث فوضى مقصودة. فهل نحن في الكويت لنا اي علاقة بتلك التعريفات؟
إن الكويت بلد يعتمد على دخل احادي المصدر وهو النفط، وهذا المصدر يثير كثيراً من القلق لمستقبل المواطن والدولة من حيث ان التكوين الاقتصادي والصناعي والاجتماعي للدولة غير طبيعي ويتماشى مع ما هو موجود في العالم الطبيعي والذي تعتمد فيه الدول في دخلها على الصناعة او الزراعة او السياحة او الخدمات المختلفة. فنحن بالكويت ليس عندنا من تلك المقومات الا اسمها، والدولة تعتمد على الدخل من النفط في الصرف على كل شيء فهي تصرف على الخدمات العامة وموظفي الدولة والدعم غير الطبيعي للطاقة والسلع، من غير مردود على ذلك في الانتاج، او التعادل بين الدخل والصرف، وهذه الحالة الكويتية غير العادية وغير المنتجة في تحقيق الدولة المدنية المستدامة فما هو الحل؟ من هنا نرى ان مصطلح الفوضى المنظمة ينطبق على الحالة الكويتية من حيث تكوين حالة سياسية واقتصادية واجتماعية مرغوبة ومريحة بدعم مؤقت من الحالة المادية للدولة المريحة، والتي تريح جميع اطراف المعادلة من مواطنين ومؤسسات عامة وخاصة بحيث تطغى على التفكير في مستقبل البلد اذا ما حصل اي تغييرات في دخل الدولة الأحادي، فكيف تتصرف الدولة والمواطن والمؤسسات العامة والخاصة وهذه حالة ليست ببعيدة اذ ما سرنا في نفس الطريق بدون التفكير في مستقبل واستمرارية الدولة.
من حيث التفكير العلمي المدروس والمجرب في كثير من الدول لتحقيق التوازن الحقيقي بين الدخل والصرف وخلق الدولة المنتجة وتفعيل دور القطاع الخاص في اخذ دوره الحقيقي في التنمية بأن يكون شريكا في التملك والادارة بطرق علمية معروفة وتخفيف العبء عن الدولة التي تتحمل كل شيء بدون سبب علمي او فني معقول وهو ما حقق الفوضى المنظمة التي يتمتع بها الجميع بدون الاحساس لمستقبل هذا البلد واجياله القادمة، ان ما نمر به شيء غير مقبول في صرف الحاضر على حساب المستقبل وليس هناك مجتمع في العالم يعدم به الاحساس لمستقبل ابنائه فما نحن عاملون في ذلك؟
ان المطلوب هو صحوة لما نحن فيه قبل فوات الاوان، وان الزمن لن يرحمنا لذلك يجب ان نتخلى عن وضعنا الحالي والتفكير في المستقبل لما فيه من خير هذا البلد الطيب.
والله المستعان.

Previous Post
الانطلاق للمستقبل لا يحتمل التأخير
Next Post
مؤسسات الكويت لا تخدمها
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300