كيف كنا وكيف أصبحنا؟
الكويت كانت تسمى درة الخليج العربي، وكانت تشع نهضة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها وبالتطور العمراني والعلمي والصحي والرياضي والثقافي، متوجة بدستور راقٍ وديموقراطية نادرة في المنطقة، وكنا نُحسد من دول الخليج على ما نحن عليه، إلى أن تغيرت الحال ودخلنا في دوامة اللعبة السياسية وغط المجتمع في سبات عميق، وبدأ التجمد والانحدار في جميع النواحي، فقد توقفنا عن جميع الأمور التي تطور المجتمع والدولة، وبعدنا عن ما يجري من تطورات في العالم من النواحي العلمية والصحية والثقافية والسكانية والفكرية، توقف بناء الجامعات والمسارح، وتوقف النشاط الرياضي وصرنا نصرف أموالنا على الأمور الاستهلاكية والمشاريع الفاشلة، وغير المنتجة وانحرف المجتمع من الإيمان بالدولة إلى التركيز على المصالح الخاصة، وانغمس في التكالب على الحصول على الامتيازات الخاصة وأبدعت الدولة في التركيز على المحاصصة وانحدر مستوى الأداء الإداري. لكن نرى العكس في دول الخليج الأخرى، فقد بنت المدن الجامعية العالمية والمنشآت الرياضية الحديثة، واستعانت بكل الخبرات العالمية ونحن في تجمد، ولا نعلم متى نصحو ونفكر في مستقبلنا، ونضع الأسس التي تعيدنا إلى واقع بداياتنا الجميلة؟
إننا أمام تحدي الضمير لنفيق ونحرر بلدنا من التخلف للانطلاق إلى المستقبل، الذي هو المخرج الوحيد لاستمرار الدولة المدنية الحديثة، وإن عامل الزمن ليس في صالحنا والتاريخ لن يرحمنا فيجب تغيير الفكر والنهج الحالي إلى فكر ونهج علميين يخدمان مستقبل هذا البلد الطيب. والله المستعان.