ما الفرق بين البنوك الإسلامية والتقليدية؟

الوظيفة الأساسية للبنوك التقليدية هي تمويل للأفراد للناحية الاستهلاكية أو تمويل الشركات لحاجات استثمارية مقابل فائدة تحددها المنافسة بين البنوك لجلب العملاء، وهذه أموال أصلها أموال مودعين من أفراد وشركات مقابل فائدة معينة، وهي أيضا تحددها المنافسة بين البنوك لجلب عدد أكبر من المودعين وحاجة السيولة المطلوبة للبنك وهنا فيه فصل بين أموال البنك والمودعين والمقرضين والكل يتحمل مخاطرة أما المعاملات التي تعتمدها البنوك الاسلامية وهي نوعان التمويل بالمشاركة والتمويل بالمرابحة فالتمويل بالمشاركة هو عملية يدخل بموجبها البنك الاسلامي في العملية الاستثمارية كشريك يأخذ نسبة من الأرباح واذا كانت هناك خسارة يتحمل نصيبه منها لذلك فإن البنك يهتم بمستقبل المشروع ويتابعه لذلك فالتمويل بالمشاركة فيه توزيع للأرباح وتقاسم للخسائر بينه وبين العميل.
أما التمويل بالمرابحة فهو يعني شراء سلعة وإعادة بيعها للعميل مع نسبة من الفائدة تضاف الى الأصل وتقسط شهريا على العميل.
إذن ما الفرق بينهما؟
البنوك التقليدية فيها أكثر وضوحا وشفافية وعالية المرونة من حيث ان العميل يستطيع ان يوقف القرض والفائدة عند التسديد المبكر له وتنتهي علاقته بالقرض ولا يحسب عليه باقي مدة القرض من الفائدة. كذلك يستطيع المودع ان يكسر وديعته في أي وقت اذا احتاج لها مع التخلي عن الفائدة عن المدة السابقة للوديعة. كذلك هناك فصل تام بين أموال البنك وأموال المودعين وأموال المقرضين فالبنك التقليدي يكون وسيطا بين المودع والمقترض مع الاستفادة من فرق الفائدة بين الوديعة والقرض مع الاستفادة من بعض الرسوم للخدمات التي يقوم بها البنك للعملاء.
أما البنوك الاسلامية فهي تتبع نظام تحريم الربا من الناحية الدينية فيما يسمى بالفائدة في عرف البنوك التقليدية يصطلح عليه لدى البنوك الاسلامية بالربح التجاري أو الايجار المنتهي بالتملك بالنسبة لقروض السكن. فالبنوك الاسلامية عند عمل عقد القرض تضاف له نسبة من الفائدة لأصل القرض ومقسط لمدة محدودة مستقبلية، وهذا القرض لا يستطيع العميل ان يوقفه عند التسديد المبكر فهو ملزم بدفع القرض والفائدة المدموجة مع أصل القرض حتى لو سدد قيمة القرض مبكرا عكس البنوك التقليدية كما شرحنا سابقا.
كذلك ان الأصل في البيع هو شراء البضاعة أولا والبحث عن الزبون وما يترتب عليه من انتظار ومخاطر تقلبات السوق وربما البيع بالخسارة أما ما هو ممارس حاليا فهو ان الزبون هو الذي يأتي بالسلعة ويؤدي ثمنها أقساطا مع الفوائد وهذا مخالف لتعليمات الدين لأن البنك الاسلامي لا يأخذ أي مخاطرة في ذلك لأن الأصل ان يمتلك السلعة أولا والزبون حر في ان يشتريها أو لا يشتريها اذا البنك الاسلامي لا يملك السلعةويبيع شيئا لا يملكه وهنا لا يأخذ البنك أي مخاطر حسب الشريعة.
ان هذه المقالة مجرد تعريف لكثير من الناس في الفرق بين تلك البنوك حتى لا يقعون في مخاطر الاختيار وان يعرفوا التكلفة لكل نظام وطريقة الدخول والخروج من الالتزام في العقود المختلفة بين تلك البنوك لما فيه مصلحة العميل الطيب.
والله المستعان.

Previous Post
دور الضريبة في تطبيق سياسات الدولة
Next Post
من يدعم المنطقة الرمادية واستمرارها؟
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300