متى تبدأ الكويت الحديثة من جديد؟

الكويت من دول المنطقة السباقة في البدء بالقيام بأسس الدولة الحديثة، وتحقيق قيام أول دستور متطور هز أركان الدول المحيطة بالمنطقة وصار الكل يخاف من انتقال الديمقراطية اليهم، فتحقيق الديمقراطية ودستور ينظم الحياة في تكافؤ الفرص والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، هذه كانت نقلة نوعية عظيمة ورسم طريق واضح في مشاركة الأمة مع النظام في مسيرة غير مسبوقة في إدارة دولة حديثة مستدامة، هذا الموضوع صارت تعارضه جماعات لها مصلحة في الخارج والداخل لتأخير هذه المسيرة الحميدة لتحقيق مصالح شخصية والعيش في المنطقة الرمادية التي تخل بما تنادي به الديمقراطية التي رسمها لنا رجال كبار لمستقبل هذا البلد فماذا عملنا بهذا الإرث العظيم؟
لقد تراخت الأمور وانحرف المسار في تكملة المشوار الى الرجوع للخلف والعبث بالديمقراطية وتوقيف التنمية المطلوبة وصار الناس يشتكون من سوء الخدمات والمحسوبية والمحاصصة والعبث بمستقبل الأجيال القادمة وحقوقهم المطلوبة والمشروعة.
هذه مقدمة لمشوار الدولة في بداياتها الجيدة الى الحالة التي وصلنا لها من انحدار في كثير من الأمور، فكيف نعيد الكويت الى تحقيق الدولة الحديثة التي يتمناها كل مواطن؟
هذه أمنية ولكن هناك بوادر ايجابية حقيقية تتمثل في أمرين:
الأول: مرسوم الضرورة الذي قدمه لسمو أمير البلاد بتحقيق الصوت الواحد One .one Vote كما هو موجود في دول العالم، وهذه النقلة العظيمة التي بدأها سمو أمير البلاد سنرى أثرها في تحقيق كثير من الأمور الايجابية التي أتمنى ان تطبق على جميع الجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام والمؤسسات التجارية، حيث انها ستقضي على الشللية والحزبية والقبلية والتجمعات الدينية والفئوية والتجارية في تحقيق مصالحها الشخصية عن طريق التصويت الجماعي للمجموعات في تحقيق السيطرة على المؤسسات والمراكز المهمة في الدولة لمدد غير محددة من الزمن ما يوقف حركة الزمن في التغيير وجلب الدماء الجديدة لتتفاعل مع المستقبل وتحقيق التنمية المطلوبة.
لذلك من يعترض على الصوت الواحد هو المستفيد من الاستمرار في المنطقة الرمادية التي تحقق المصالح الشخصية الضيقة.
الثاني: تحرك وزارة الداخلية غير المسبوقة في تطبيق القانون وتنظيف البلد من مخالفي القانون، هذا التحرك المحمود الذي بان أثره بسرعة للمواطنين من حيث الاعداد المضبوطة للمخالفين واختفاء كثير من المخالفين من الشوارع وصارت الطرق غير مزدحمة من بداية الحملة الموفقة، أرجو ان تكون هذه الحملة مستمرة وليست لمرة واحدة وفي استمرارها تحقق وزارة الداخلية أمن الوطن والمواطن والله يقويهم في هذا العمل النبيل.
وفي النهاية أرجو ان يكون هناك ثالث ورابع من الأمور الايجابية التي يحتاجها البلد لتحقيق أمنية هذا الشعب والبلد الطيب.
والله المستعان.

Previous Post
أتمنى.. أتمنى.. أتمنى يا وطني
Next Post
لماذا استجواب وزير النفط مستحق ؟
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300