متى نفيق ونضع القواعد المهمة للبلد؟
المجتمع الكويتي يعيش في حالة غير مسبوقة، أو مرت على شعوب كثيرة من العالم، فالمجتمع يتكالب بكل مستوياته على الحصول على مستوى معين من الوجاهة المصطنعة أو المناقصة المعينة، وصار المجتمع يعمل بكل فئاته على اقتناص الفرص للحصول اما على مركز بالدولة أو مقاول للدولة، وهاتان المجموعتان تعملان في النهاية بالتعاون لتقاسم الغنائم من خلال الأعمال التي تطرحها الحكومة وفي النهاية يحصل الطرفان على النتائج المخطط لها، والدولة لا تحصل على نتائج أعمالها المرجوة بل دائما أعمال ناقصة أو مخالفة لشروطها، إنه استغلال لموارد الدولة ونتائج للأسلوب الرعوي الاستهلاكي في الدولة التي توزع الغنائم من وظائف ومراكز عليا وأعمال من خلال المناقصات بأسلوب تكتيكي سياسي وليس اقتصادياً ولا يستفيد البلد منها للمستقبل، انها حقيقة سيطرت على البلد وعطلت التنمية، ووضعتنا في مؤخرة المؤشرات في كثير من الأمور الاساسية المهمة والمطلوبة للبلد. كل هذا والبلد فيها كل الإمكانات البشرية والمادية لنكون أفضل من كثير من البلدان في العالم، والتي اعتمدت على التعليم والتخطيط الجيد مثل كوريا وماليزيا وسنغافورة واليابان وهي بلدان ليس عندها موارد طبيعية، بل صارت بأحسن حال من وضعنا المحير لكثير من المراقبين الدوليين، انها مأساة مستمرة بوعي أو بدون وعي ولا يريدون التغيير المطلوب والمحق للبلد وكل هذا بسبب الوفرة المالية التي تغطي مشاكلنا وتظهرها بمظهر مصطنع غير قابل للاستمرار بالمستقبل ولا تحقق الدولة المدنية الحقيقية المستدامة، إنها حقيقة مؤلمة ومحيرة والمجتمع بكل فئاته يعمل لتحقيق مصالحه الخاصة ولا يعطي حق الدولة عليه، اننا نسير في نفق مظلم لا ندري الى أين يوصلنا.
الغني يريد زيادة أمواله والباقي يريد الحصول على مركز من هو أعلى منه بكل الطرق القانونية وغير القانونية بغض النظر عن استفادة الدولة من ذلك. لماذا وكيف وضعنا أنفسنا في هذه الدائرة الشرسة المخيفة في تقاسم المصالح الشخصية على حساب الدولة ومستقبل الأجيال القادمة وكيف نخرج من الدائرة المخيفة.ان عامل الوقت وحكم العقل يفرض علينا التفكير الجدي والجلوس مع النفس في عمل شيء لتغيير هذه الفلسفة الرعوية غير المنتجة والتوجه الى الطريق الانتاجي المطلوب لمستقبل هذا البلد الطيب.
والله المستعان.