من هو المقصر في حق البلد؟

نحن بلد أنعم الله عليه بكل الامكانات التي لم يحصل عليها أي بلد في العالم، وتمتع الجميع بكل تلك الامكانات، وصار الكل يحسدنا على تلك النعمة، ومع ذلك دب الوهن فينا بسبب اننا لانحسن إدارة أوضاعنا من جميع النواحي التعليمية والصحية والمادية، وافسدت الثروة حياتنا وصرنا نحسد بعضنا على ما نملك، ومن ثم تكالبنا بكل الطرق الملتوية للكسب بكل أنواعه، سواء بالطرق القانونية أو غير القانونية، لذلك صار المجتمع كله تقريبا يبحث عن السبل للحصول على مراكز أو أموال من دون تعب أو استحقاق، ومن هنا بدأ البلد في سباق مخيف بين أبنائه في التكالب على الحصول على ما يريد بأي طريقة بغض النظر عن قانونيتها من عدمه، وصار المجتمع يسير مباشرة أو غير مباشرة بطريقة التعامل بازدواجية مع الواقع من حيث إنهم يتكلمون عن الحقوق والواجبات في الحياة العامة أما في الحياة الخاصة فعندهم كل شيء مباح ومن هنا وضعت هذه الازدواجية البلد في متاهة غير عادية من حيث ضعف الوازع الوطني والتسيب في العمل العام ومن هنا السؤال المهم: لماذا يحصل ذلك؟ ولماذا الكل تقريبا متورط بذلك؟ انه سؤال مهم ومشروع: لماذا يحصل ذلك؟ شيء يحتاج الى تحليل جدي وواجب لاصلاح الوضع، وكيف نستطيع إصلاح الوضع؟ الذي يدور في حلقة مفرغة، ان الإصلاح يجب أن يتحقق عن طريق النخبة من ابناء المجتمع الذين تقع عليهم مسؤولية وطنية في التحرك لقرع الجرس بمخاطر الاستمرار في هذا النهج وعمل البرامج المطلوبة لإصلاح وافهام المجتمع بانه يسير بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تعاملهم مع الواقع بازدواجية وهذه الازدواجية وضعت البلد في متاهة من دون احساس بتأنيب الضمير، وصار الأمر كأنه شيء عادي ولا يحس بخسارة الوطن من تصرفه هذا غير الواعي وغير المسؤول، وصرنا نتكلم عن الحق وتطبيق القانون في الدواوين وفي الأماكن العامة ولا نتكلم عن الحق وتطبيق القانون في ممارساتنا الشخصية اليومية انها مأساة يمر بها المجتمع فكيف نصلح ذلك؟ وليس هناك سحر في تغيير الواقع التعيس ويحتاج إلى جانب تحرك النخبة في العمل على إعادة تأهيل المجتمع في برامج التربية والتعليم المنحدرة والتي لا تفيد المجتمع ومخرجاته، إنها مأساة يجب الوقوف عليها واصلاح الخلل في تربيتنا وتعليمنا، إن البلد محتاج الى فكر جديد في التعامل الجاد مع مشاكل المجتمع بصدق وشفافية عالية لتحقيق التوازن الطبيعي كأي مجتمع يريد ان يعيش ويستمر بأمان من أجل الأجيال القادمة، ومن أجل هذا البلد المعطاء الطيب.

Previous Post
المأزق الإداري
Next Post
التوجه الحقيقي لحب الوطن
15 49.0138 8.38624 1 1 4000 1 https://wijhatnathar.com/blog 300