إن الكويت دولة تتمتع بكل الامكانيات المادية والمعنوية لان تصبح دولة متقدمة لأسباب عديدة مثل دخل الدولة ودخل الفرد السنوي وحجم وعدد سكان الدولة كلها تشير إلى أن الدولة سهلة الادارة بامكانياتها غير العادية، فلماذا نحن مكانك راوح؟
انه سؤال محير حقاً ومن المسؤول عن ذلك هل هو اداء الحكومة أو هل هو القطاع الخاص؟ أو هل هو المجتمع؟
ان الجواب على ذلك يتحمله كل الأطراف الثلاثة من حيث انهم يتمتعون بكل الامتيازات الآنية غير العادية ولا يريدون غير ذلك خوفاً من فقدان تلك الامتيازات وتحويل جزء منها إلى المستقبل والاجيال القادمةو هذا التفكير الضيق الأفق يجعل البلد في مرحلة اللاتخطيط ويكرس مبدأ الله لا يغير علينا هذا المبدأ الذي فهم منه أنه مفهوم سلبي هو الخوف من خسارة ما هو موجود والرجوع للوراء ولكن هناك مبدأ آخر وهو ايجابي للتغير من حيث التقدم للاحسن وهذا ايضاً لا يريدونه أصحاب المنطقة الرمادية ان كل ما يريدون هو مكانك راوح والله لا يغير علينا وهذا المبدأ المحبط والخطر لو استمر فسوف يؤدي بنا إلى كوارث ليست ببعيدة من حيث توافر الامكانات المادية لتغطية ذلك المبدأ الذي يشجع على الكسل ويهمل تقدم البلاد ومستقبل الأجيال القادمة أنه لوضع محير يجب ان يوضع له حد وتغيير المسار الى التفكير السليم لأوضاعنا التي لا تسر والكل يتكلم عنها وكأنها من صنع اشباح وليس من صنع بشر مع وقف التنفيذ والترصد.
لقد ناقش كثيرون من المتخصصين أوضاعنا ووضعوا كثيرا من الحلول لها ولكن كأنها للتسلية وتوضع في الرف للزينة ولا يفكر أحد في حتى نقاشها وليس تطبيقها فما هو الحل؟
الحل هو أن يؤتي بلجنة حكماء لتضع النقاط على الحروف ويكون لها قانون يعطيها صلاحيات ووضع أسس للمستقبل وما يحتاجه من تنمية في كل المجالات وأبعادها عن نظام المحاصصة وكذلك عن السياسة، ويكون لها دور رقابي في تنفيذ ما اتفق عليه لمستقبل هذا البلد وأجياله القادمة.
هذا كلام مهم ويجب الخروج من المنطقة الرمادية والاتجاه إلى التنمية الحقيقية والتي هي في متناول اليد من حيث الامكانات كما اسلفنا وكل ما يحتاجه ادارة وطنية حقيقية لا تلتفت الى أمور السياسة انما إلى الأمور الاقتصادية وهي الأهم وهي تحقق الاستقرار السياسي ومستقبل البلد وتطلعات أجيال القادمة لما فيه المصلحة العامة وخير هذا البلد الطيب.
والله المستعان