من ينقذ البيئة في الكويت؟
إن موضوع البيئة في الكويت موضوع جدي وخطير وتحدث عنه كثير من المتخصصين والباحثين وهي حقيقة واقعة لا يختلف عليها اثنان، خصوصا جون الكويت المسكين.
ان جون الكويت له مميزات طبيعية ملائمة لتكاثر العديد من أنواع الأسماك والربيان والطحالب ما أدى الى ان يكون الجون محمية طبيعية ولكن مع التطور في المشاريع الصغيرة والكبيرة غير المدروسة جيداً حول جون الكويت اختل توازن البيئة في هذه المنطقة الحيوية والدلائل البيئية تشير وتؤكد انهيار هذه البيئة الطبيعية ويتطلب الأمر فوراً إعاد ةالنظر في الأعمال الحالية المستقبلية للحد من التأثيرات السلبية للأنشطة المختلفة في الجون.
وقد اتخذ مجلس الوزراء القرار المبني على التوصية من المجلس الأعلى للبيئة رقم 948 الصادر برقم 2001/39 المنعقد في 2001/10/28 وتضمن القرار أهداف عدة بشأن المحافظة على هذه المنطقة مع إعداد استراتيجية وطنية لتأهيل جون الكويت واقتراح الخطط لتطبيقها وتم تشكيل لجنة رئيسية لذلك. وكانت التوصيات الحد من صرف مياه الصرف الصحي ومراقبة مصارف الأمطار وتوصيلاتها، ومعالجة مجرور الغزالي الصناعي والفحص الدائم لعينات الأسماك ونقل شركات استزراع الأسماك خارج الجون ومنع صرف المياه العادمة من المنشآت النفطية وإعداد دراسة علمية لإعادة حركة التيارات البحرية للجون وغيرها من التوصيات المهمة لحماية الجون من التلوث وإعادته الى وضعه الطبيعي المفيد لاقتصاد البلد وصحة أبنائه.
فماذا حصل لتلك القرارات والتوصيات وقد تم صرف مبالغ كبيرة للجنة الرئيسية وفرق العمل والفريق الياباني الزائر لإعمار الجون والمحافظة على التوازن البيئي فيه.
ومع ذلك ما زال المرض البيئي موجود والى من يهمه الأمر في حكومتنا الرشيدة.
إن هناك دراسات تؤكد استمرار تلوث البيئة البحرية في الكويت وخصوصا الجون وقد أكدت بحث علمي في معهد الأبحاث الكويتي مشروع »الميكروبات والملوثات الكيميائية المتعلقة بالأسماك وصلاحياتها للاستهلاك الآدمي في الكويت« في كشف تأثير الملوثات في البيئة البحرية ونسب معدلات استهلاك الأسماك وتأثير تلك الملوثات على صحة الإنسان ووضع القرارات السليمة واللازمة لسلامة الأغذية البحرية.
وهناك دراسة لتوضيح المخاطر المحتملة من الزئبق والزرنيخ والمواد الخطرة الأخرى من وجودها أو من عدمه واستمرار المراقبة لذلك.
وهناك دراسة أخرى للناشط البيئي خالد الهاجري رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية بأن الكويت تحت خطر بيئي حقيقي وأنه يجب اطلاع المجتمع الكويت على الحقائق كاملة دون أي تزييف لها وكشف الهاجري بأن الكويتي تحتل المرتبة الأولى في تلوث مياه البحر عالمياً وفقاً لأحدث دراسة علمية صادرة في مايو الماضي »الشاهد« في 2010/10/5« وأكد أن هناك دراسات علمية لمراكز وجامعات علمية ذات الثقل والثقة عالمياً أثبتت أن الكويت تحتل المركز الأول عالمياً من حيث تلوث مياه البحر والمياه السطحية والجوفية وهناك دراسات أخرى لا نستطيع ذكرها في هذه المقالة وهي تتكلم عن تلوث مياه البحر في الكويت.
من هذه المقالة وما بها من معلومات مجمعة عن تلوث مياه البحر في جون الكويت وأثره على صحة الإنسان الكويتي وعدم جدية الأجهزة الحكومية في الاستماع أو تنفيذ حتى قراراتها في هذا الصدد يجعلنا نتعجب ونستغرب من عدم الاهتمام بذلك الموضوع المهم والخطير الذي لا يعطي العذر أو السكوت عن ذلك لما فيه صحة إنسان هذا البلد الطيب.
والله المستعان.