نحن ذاهبون إلى المجهول!
إن إدارة البلد في الكويت تسير على البركة من حيث عدم التفكير الجدي للمستقبل. وللقادم من الايام. وعدم الاستعداد للاشياء الخطرة المتوقعة لتلافيها. فهي تسير الى المجهول ولاثبات ذلك نرى الاتي:
1 – إن الدولة تملك وتدير معظم مؤسسات البلد ولا تريد إشراك القطاع الخاص في التملك والادارة بطرق قانونية وتنظيمية واضحة المعالم مما خلق ادارة بيروقراطية غير منتجة وهذا يقودنا الى المجهول.
2 – الاعتماد على الدولة الاستهلاكية الرعوية بالصرف غير العادي على الرواتب والكوادر والدعم غير العادي لكل شيء ما سيؤدي الى قصور الموارد المالية للصرف على ميزانية الدولة، وهذا بشهادة كل التقارير الدولية من دون التفكير بالترشيد وحساب المستقبل ما يقودنا الى المجهول.
3 – التركيبة السكانية، حيث إنها في ازدياد غير مدروس حيث بلغ عدد الوافدين ثلاثة أضعاف عدد سكان البلد وهم في ازدياد اذا ما طبقت خطة التنمية وبناء مدن جديدة وما تحتاجه من خدمات في المدارس والمستشفيات والمرافق الحكومية وهذا سيضاعف عدد الوافدين الى أربعة أضعاف عدد السكان الكويتيين ما يزيد مشاكل البلد في المستقبل من الناحية الأمنية والمالية وستزيد الرواتب والدعم ليصل إلى عجز الدولة عن توفير الموارد المالية لمقابلة ذلك وهذا يقودنا الى المجهول.
4 – الى هذا اليوم الدولة لا تفكر بوجود بدائل لمداخيل النفط وهذا يقودنا الى المجهول.
5 – المشكلة الإسكانية تتفاقم والدولة آخر من يفكر بحلها وايجاد السكن المناسب للقادمين الجدد من الشباب وهذا يقودنا الى المجهول.
6 – الانفاق على الخدمات التعليمية والصحية بدون الحساب لنوعيتها وأدائها ما دفع معظم الكويتيين إلى التوجه إلى خدمات القطاع الخاص ما يهدر الأموال العامة، وعدم التوجه الى عملية التخصيص ليتحمل القطاع الخاص العملية التنافسية وتحسين الأداء ما يضاعف الصرف الحكومي وسوء الإدارة ما يؤدي الى المجهول. إن كل هذا الكم الهائل والمستمر من الحقائق سوف يرسلنا الى المجهول.. إنه تذكير للإدارة الحكومية ان ما يجري بدون التفكير الجدي في النهج الحالي وما سنصل اليه في المستقبل سيقودنا حتما الى المجهول. إنني أحذر من المستقبل المجهول الشبيه بما حدث لكثير من الدول الفاشلة في التاريخ راجياً ان يكون عبرة للدولة في التفكير الجاد وإعادة النظر لما هو قادم من الايام قبل فوات الاوان. من اجل هذا البلد المسكين الطيب… والله المستعان.