ورطة المواطن المستقل
الدستور الكويتي يضمن في مادته السابعة للمواطن العدالة والحرية والمساواة والمادة الثامنة منه تضمن تكافؤ الفرص بين المواطنين. هذه مواد واضحة في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص للمواطنة وتحقق دعم المجتمع والطمأنينة له فهل تحقق ذلك؟ وهل المواطن يحصل على الوظيفة المناسبة حسب قدراته ومؤهلاته العلمية؟ وهل قانون الخدمة المدنية يحقق ذلك؟ وهل أعضاء مجلس الأمة يحققون المواد الدستورية في تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص؟
هذه كلها اسئلة مشروعة في مدى أن يحصل المواطن على المركز المحق له في مؤسسات الدولة بدون الوساطة أو المحاصصة عن طريق الطرق المعروفة في الانضمام الى احدى المؤسسات الدينية السياسية أو تنظيم سياسي أو قبلي أو فأوي أو تجاري اذن فكل من ينضم لتلك التنظيمات يحصل على ما يريد من تعيينات وبهذا يكون ولاؤه الى تلك التنظيمات وليس للدولة وهم يكونون أصحاب الحظوظ العالية ويستمرون في مراكزهم سنين طويلة بدون اضافة إلى اعمال الدولة بل يكون البعض منهم سلبياً على أعمال الدولة وتكون انتاجيته في أدنى مستوياته وهذا ما نلاحظه في تأخر الدولة في خططها وتدني ادائها وهم من القوة بحيث لا يستطيع أي وزير أو مسؤول ان يعفيهم من مراكزهم بسبب الدعم غير العادي من التنظيمات السياسية المؤثرة على تثبيت تلك القيادات في مراكزها وولائها ليس للدولة وتقدمها بل تلك التنظيمات السابق ذكرها وهنا يطرح السؤال التالي أين يذهب المستقلون الذين لا يريدون أن ينضموا الى تلك التنظيمات والولاء لها بل يريدون أن يكونوا تابعين للدولة ويكون وولاءهم للدولة وهل هذا صعب؟ وخاصة أن معظم المستقلين لا يحتاجون الى تلك التنظيمات لأن امكانياتهم الشخصية والعلمية وخبراتهم تؤهلهم لأن يحصلوا على تلك المراكز التي تبوأ بها أصحاب المصالح والتابعين تلك التنظيمات.
لذلك فهناك قطاع كبير من المواطنين المؤهلين والقادرين على التأثير في العمل الحكومي وتحقيق كثير من تطلعاتها من تنمية حقيقية وأن تكون الكويت مركزاً مالياً وتجارياً في المنطقة ومن هنا وأملي كبير في أن يتغير المسار ونحقق ما جاء بالمادتين السابعة والثامنة من الدستور في تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وانصاف القطاع الكبير من المستقلين الجادين الذين أهملوا مدة طويلة وهم يتحسرون على عامل الزمن والفرص الضائعة للبلد في أن تكون في وضع احسن ولا يعيق ذلك بسبب توافر جميع الامكانيات لذلك وهذا دعاء المستقلين في أن يعطوا الفرصة لتحقيق أمنيات هذا البلد الطيب.
والله المستعان.