معظم المجتمع الكويتي يعيش في حالة غير مسبوقة، ربما مرت على شعوب كثيرة من العالم، فالمجتمع يتكالب بكل مستوياته على الحصول على مستوى معين من الوجاهة المصطنعة أو المناقصة المعينة، وصار المجتمع يعمل بكل فئاته على اقتناص تلك الفرص، وهاتان المجموعتان تعملان في النهاية بالتعاون لتقاسم الغنائم من خلال الأعمال التي تطرحها الحكومة او في نظام المحاصصة الكريه وفي النهاية يحصل الطرفان على نصيبهما مما خطط لهما من الدولة، التي لا تحصل على نتائج تلك الاعمال، بل هي دائما أعمال ناقصة أو غير صالحة للاستعمال، وعلى تعيينات غير مفيدة أو منتجة.
انه استغلال لموارد الدولة الرعوية ولا يحقق النتائج المرجوة منها. انها حقيقة سلبية سيطرت على البلد وعطلت التنمية المطلوبة، ما أثر في وضعنا في ترتيب المؤشرات الدولية بحيث اصبحنا في مصاف الدول المتأخرة في كل شيء تقريبا، وكل ذلك مع وجود الإمكانات المادية والمعنوية لنكون أفضل بكل المقاييس لو اعتمدنا على التخطيط والتعليم الجيد والخدمات المتطورة.
ان كثيرا من بلاد العالم الفقيرة والتي اعتمدت على التعليم والتخطيط الجيد صارت بأحسن حال من وضعنا السلبي والمحير لكثير من المراقبين الدوليين.
انها مأساة مستمرة بوعي أو بدون وعي ولا يريد المجتمع ان يفيق منها بسبب الوفرة المالية للبلد، التي تغطي مشاكلنا وتظهرها بمظهر مصطنع غير قابل للاستمرار في المستقبل ولا تحقق الدولة المدنية الحقيقية المستدامة.
إنها حقيقة مؤلمة ومحيرة حيث صار المجتمع بكل فئاته تقريبا يعمل لتحقيق مصالحه الخاصة ولا يعطي حق الدولة عليه من الالتزامات المطلوبة.
اننا نسير في الطريق الخطأ من الحياة ولا ندري الى أين يوصلنا هذا الطريق المتعب من كل النواحي. وصار الغني يريد زيادة أمواله والآخرون يريدون الحصول على مركز في الدولة من دون حساب لتكافؤ الفرص وذلك بكل الطرق القانونية وغير القانونية بغض النظر عن استفادة الدولة من ذلك.
انه لأمر محير.. كيف وضعنا انفسنا في هذه الدائرة الشرسة المخيفة على حساب الدولة ومستقبل الأجيال القادمة؟ وكيف نخرج من تلك الدائرة المخيفة؟ ان عامل الوقت وحكم الزمن والتفكير المنطقي يفرض علينا مراجعة ذلك الفكر الرعوي غير المفيد والمكلف والجلوس مع النفس في عمل شيء لتغيير هذا التوجه والسير في الطريق المطلوب لمستقبل هذا البلد الطيب. والله المستعان.